تٌلقي الدراسة الضوء على مدينة المهدية کثغر بحري مهمته الدفاع عن حدود الدولة الفاطمية الشيعية التى نشأت في قلب الامتداد السني وحمايتها من الاخطار الخارجية ،وکعاصمة ملکية للفاطميين وخط الدفاع الثاني ومصدر إمداد الثغر ،وبؤرة لإنطلاق الحملات العسکرية ومرکزًا لجمع المعلومات والتفاصيل عن بلاد الاعداء ،بالإضافة الي کونها ميدان للتأثير والتأثر في مجالات الحياة المتعددة ، وتهدف إلي التعريف بالثغور وأهميتها ، وأظهار الادوار التى أدتها الثغور من الناحية السياسية والعسکرية والأمنية ،وبيان دور الدولة الفاطمية لتعزيز الصبغة الدفاعية لمدينة المهدية ومن ثم اتسمها بصبغة وظيفية عملية .
ويتناول البحث هذه الدراسة في عدة مباحث ؛ يتعرض المبحث الأول : إلى أهمية ودواعي أنشاء الثغور عند المسلمين ،وأختيار موقع وتحديد موضع ثغر المهدية في ضوء عدة أعتبارات أهمها تأثير طبيعة حوض البحر المتوسط و تضاريس قاعه على أختيار موقع مدينة المهدية ،وتغير المفاهيم التى حکمت اختيار مواضع مدن الامصار؛ بينما يستعرض المبحث الثاني: أنشاء المدينة الملکية وفق رؤية عمرانية ومعمارية عسکرية حربية أتضحت في طريقة أقامة الأسوار وما يتخللها من أبواب وأبراج وأحاطتها بفصيل(خندق) زيادة في تأمينها 333هـ/944م ، أما المبحث الثالث : فيتناول منشأت مدينة المهدية الدينية،والمدنية ذات الصبغة الدفاعية وأثر ذلک على تخطيط المدينة في ضوء أنماط مخططات المدن الإسْلامية .