خلفية المشکلة: يعد التدريب الميداني عنصراً أساسياً في برنامج إعداد طالب کلية التربية الفنية حيث يعتبر بمثابة حجر الزاوية في إعداده المهني "التربوي" الذي يؤهله ليکون معلماً للتربية الفنية لمراحل التعليم قبل الجامعي فالتدريب الميداني يمثل الجانب التطبيقي باعتباره البوتقة التي تنصهر فيها جميع المعارف والمفاهيم والنظريات التي قام الطلاب بدراستها، والمهارات والخبرات التي اکتسبوها خلال مراحل إعدادهم التخصصي "الأکاديمي"، والمهني "التربوي"، والثقافي. وقد أکدت العديد من الدراسات على أن جودة المعلـم عقب تخرجه ترتبط ارتباطاً مباشراً بجودة التدريب الميداني الذي يتلقاه (الطالب/ المعلم) قبل التخرج. ومن ثم فقد حرصت کلية التربية الفنية على تطوير منظومة التدريب الميداني بما يتوافق والتوجهات التربوية المعاصرة والتي يکتسب من خلالها (الطلاب/ المعلمين) الکفايات اللازمة للقيام بالمهام والأدوار المتعددة التي تتوافق مع المستجدات المختلفة والمتغيرات المتعددة التي شهدها القرن الحادي والعشرين. وقد أشار کررر "Carr" في هذا الصدد إلى أن برامج التربية الميدانية ينبغي أن تتطور باستمرار من أجل الارتقاء بکفايات (الطلاب/ المعلمين) لتکون أکثر فاعلية للمتعلمين على اختلاف مستوياتهم التعليمية، کما ينبغي أن تمدهم بالعديد من المهارات التي تتوافق ومنظومة التعليم والتعلم في القرن الحادي والعشرين. (Carr, J., 2013) وعليه فقد تم تطوير لائحة التدريب الميداني بکلية التربية الفنية وإعدادها من منظور معـاصر يستهدف إعـداد (الطلاب/ المعلمين) لمهارات الحياة والعمل في ضوء معـارف ومهـارات ومفـاهيـم متشعبة تتوافق مع التوجهات المعاصرة  لتعليم وتعلم الفنون، وبما يؤصل لديهم مفهوم الثقافة  البصرية ورهافة البصيرة وممارسة مهارات التفکير المختلفة کالتفکير الناقد، والتأملي، والمتشعب، وما وراء المعرفي وغيرها.....وينمي قدراتهم على اتخاذ القراروحل المشکلات، ويحقق لهم الرفاهة أثناء ممارساتهـم الميدانية مما يحفزهم على الاندماج في الممارسات والإجراءات التي تتطلبها مراحل التدريب الميداني وينعکس على جودة أدائهم، واتجاهاتهم نحو مهنة التدريس. ويشير (على الديب، 1991م: 458) في هذا الصدد إلى أنه ينبغي عدم الاقتصار على إتقان (الطلاب/ المعلمين) للجوانب الأکاديمية في مجال تخصصهم بالإضافة للجوانب التربوية والثقافية؛ وإنما ينبغي أن ترکز برامج التدريب الميداني على تدعيم اتجاهات (الطلاب/ المعلمين) وميولهم نحو مهنة التدريس، والتي أشار (يوسف عبد المعطي، 1993: 195) إلى أنها تتأثر بمجموعة من العوامل  ترتبط بالإعداد التربوي (الطلاب/ المعلمين) ومدى تفاعلهم خلال فترة التدريب الميداني مع المشرفين، وزملائهم، والمتعلمين في المراحل التعليمية المختلفة التي يمارسون فيها تدريبهم الميداني وذلک إنطلاقاً من أن التدريس هو بالأساس عملية إنسانية ترکز على تدعيم مهارات التواصل الفعال بين جميع أطرافها. ولعل التطوير الذي تم إجرائه على منظومة تقييم (الطلاب/ المعلمين) وفقاً للائحة الجديدة (نظام الساعات المعتمدة) لکلية التربية الفنية – جامعة حلوان من شأنه تحقيق المنطلقات السابق الإشارة إليها وهو ما يساهم في تأهيل (الطلاب/ المعلمين) لکي يتمکنوا من القيام بأدوارهم في العملية التعليمية من منظور معاصر عقب تخرجهم، کما ينعکس على اتجاهاتهم نحو مهنة التدريس. حيث اشتملت منظومة تقييم التدريب الميداني(*) على مجموعة من المعاييروالمؤشرات المقننة التي يتم من خلالها الحکم على مستوى أداء (الطلاب/ المعلمين) خلال فترة تدريبهم الميداني والمرتبطة بعمليات (التخطيط، والتنفيذ، والتقويم) بحيث تنطوي على مجموعة من المحددات التي تُّمکنهم من تحديد المعارف والمهارات والاتجاهات التي ينبغي عليهم اکتسابها خلال فترة تدريبهم الميداني، والمهام التي يجب عليهم القيام بها وانطباعاتهم الشخصية عن عملية التدريس سواء أکانت مرتبطة بمشکلات أو قضايا خاصة بتعليم التلاميذ أو بيئة التعلم ورصدهم لواقع تدريس التربية الفنية وتقديم رؤيتهم لتحسين وتطوير الجوانب التي تعرضوا لها خلال فترة تدريبهم الميداني سواء أکانت مرتبطة بالمنهج الدراسي، أو الإدارة المدرسية، أو بيئة التعلم، أو البيئة المحيطة. کما حددت المهارات المطلوب من (الطلاب/ المعلمين) أدائها داخل حجرة التربية الفنية وخارجها، ووضعت نظاماً منضبطاً لمتابعتهم خلال فترة تدريبهم الميداني من قبل هيئة الإشراف وحددت علاقاتهم بکل عضو من أعضائها سواء أکانوا من الکلية، أو من المدرسة أو من الخارج والمؤشرات التي يتضح من خلالها لهيئة الإشراف مستوى أداء (الطلاب/ المعلمين) ومدى تقدمهم وتحقيقهـم لأهــداف التدريب الميداني. کما تضمنت منظومة التقييم جوانب أخرى يتم من خلالها تقييم (الطلاب/ المعلمين) وتم تحديد معايير خاصة بکل جانب فاشتملت على بحث في التربية الفنية الميدانية يقدمه (الطالب/ المعلم) والذي يتناول من خلاله أحد القضايا الخاصة بأحد مجالات وميادين التربية الفنية والمرتبطة بمجالات وموضوعات التدريب الميداني والتي قد تشتمل على أحد جوانب التعلم في الوحدات والدروس التي قام (الطالب/ المعلم) بتدريسها، أو القضايا المعاصرة ذات العلاقة بتدريس التربية الفنية، أو مشکلات وقضايا مرتبطة بالتدريس للموهوبين وذوي صعوبات التعلم، أو قضايا مرتبطة بالبيئة المدرسية والمجتمع المحيط. وفي جانب آخر للتقييم تم وضع مجموعة من المعايير المرتبطة بتقييم "المعلم المتعاون"، و"موجه التربية الفنية" للجوانب التدريسية والمهنية، کما تم تخصيص جانب من التقييم "للمعرض التعليمي"، و"العرض التقديمي الشامل" والذي يتيح الفرصة (للطلاب/ المعلمين) لعرض ما قاموا بإنجازه خلال فترة تدريبهم الميداني وذلک في إطار محتوى واضح ومنسق لإظهار تقديم أفکارهم بوضوح من خلال رؤيتهم الخاصة والکشف عن التطور في مستوى أدائهم التدريس. تأسيساً على ماسبق وفي ضوء التوجهات المعاصرة لمنظومة تقييم التدريب الميداني   (للطلاب/ المعلمين) بکلية التربية الفنية ووفقاً للمستويات المعيارية، والمؤشرات التي تم تحديدها لتقييم (الطلاب/ المعلمين) تأتي أهمية البـورتفــوليــو "Portfolio" کأحد مداخل التقويم والتقييم في مجال إعداد (الطالب/ المعلم) وذلک إنطلاقاً من نتائج العديد من الدراسات التربوية التي أکدت على إحداث تطوير جذري في منظومة تقويم وتقييم (الطلاب/ المعلمين) خلال برامج إعدادهم والتي أدت إلى التحول من الطرق والأساليب التقليدية التي کانت متبعة في برامج إعداد (الطلاب/ المعلمين) إلى ثقافة التقويم البديل المرتبطة بإعداد (البورتفوليو) کأداة تقويم وتقييم شامل لمستوى الأداء الحقيقي    (للطلاب/ المعلمين) حيث يتم من خلالها توثيق الإنجازات التي حققوها خلال فترة تدريبهم الميداني، وتطوير مهاراتهم التدريسية في ضوء المعاييروالمؤشرات المحددة کذلک، مما جعل استخدام البورتفوليو کأداة للتقييم الشامل (للطلاب/ المعلمين) يحظي باهتمام کبير کأحد الاتجاهات المعاصرة في عملية التقويم والتقييم الشامل لجميع جوانب منظومة تقييم التدريب الميداني والمرتبطة بعمليات التخطيط، والتنفيذ، والتقويم.
(*) لائحة نظام التدريب الميداني (نظام الساعات المعتمدة) – الفصل الدراسي العاشر – کلية التربية الفنية – جامعة حلوان- 2015/2016م -      تم العمل بها بدءاً من العام الدراسي 2019/2020م.