فى ضوء ما أکدت عليه العديد من الدراسات من تزايد استخدام الصحف الإلکترونية  من قبل الجمهور ، وتزايد اهتمامها بالتغطية الإخبارية للأحداث والقضايا المثارة ، وکذلک فى ضوء ما أکدت عليه من أن تعليقات القراء تعد النمط الأکثر استخداماً فى مجال تفاعلية القراء مع المادة الإخبارية المنشورة . تأتى أهمية دراسة سمات وعناصر بنية خطاب التعليقات على المادة الإخبارية وخاصة السياسية منها ، حيث تزايد اهتمام الجمهور فى مصر بالشأن السياسى بعد ثورة 25 يناير بشکل غير مسبوق وتزايد اهتمامهم بالدخول فى مناقشات حول العديد من الأزمات السياسية التى شهدتها مصر منذ ذلک التاريخ والتى جاء أبرزها وأکثرها حدة أزمة فض اعتصامى رابعة والنهضة .
- کذلک تأتى أهمية هذه الدراسة باعتبار أن التعليقات تمکن القراء من التعبير عن أرائهم بحرية ودون خوف ، حيث تتيح لهم الاختيار ما بين کشف هويتهم أو إخفائها ، بما يمکن تلک التعليقات من أن تکون انعکاساً حقيقياً لاتجاهاتهم نحو الأحداث والقضايا بشکل أکثر صدقاً من وسائل الإعلام التقليدية .کما تمکن هذه التعليقات من يشعرون بالتهميش والتجاهل فى الساحة السياسية التقليدية من التعبير عن أرائهم ووجهات نظرهم .
- تأتى أهمية الدراسة من أهمية الموضوع الذى تتصدى له بالرصد والتحليل حيث تتناول تعليقات القراء المصاحبة للمادة الإخبارية المنشورة حول أزمة فض اعتصامى رابعة والنهضة  فى موقع اليوم السابع ، حيث انقسم المجتمع المصرى خلال تلک الأزمة بشکل لم يحدث من قبل لدرجة وصلت لحدوث انقسامات وخلافات حادة داخل الأسرة الواحدة ما بين مؤيد ومعارض للفض. ومن ثم تأتى هذه الدراسة التى تحاول التعرف على توجهات القراء وموقفهم من فض الاعتصام ، حيث يعمل مجال التعليقات کساحة نقاش يقوم کل منهم من خلالها بعرض وتبرير وجهة نظره ، وکذلک للرد على الآخرين وتفنيد ومناقشة أرائهم ، بما يؤدى إلى وجود شکل من أشکال التوافق والوصول إلى قرار جماعى لحل هذه الأزمة . وخاصة أن تلک القضية من القضايا المعقدة والتى کان من الصعب وضع حلول جذرية لها ، وبالتالى سيؤدى التشاور إلى إنتاج أفضل الإجابات عن طريق تطوير حلول تضع فى اعتبارها القيم والمصالح المتعارضة .