جاءت نشأة الصحف الورقية بمثابة نقلة نوعية خطيرة بعد اختراع الطباعة علي يد (يوحنا جوتنبرج) وأحدثت تحولاً مشهوداً علي الرغم من بدايتها التي لم تکن ذات طابع الرأي في مناقشة القضايا والمشکلات المجتمعية في القرون الوسطي من الألفية السابقة بل کانت بدايتها خبرية تصدر فيها الفرمانات وأخبار الحکام، وبالرغم من هذا الطابع لکنها کانت نقلة حضارية لمجتمعات تعاني من ظلم الإقطاع والطبقية، ومرت هذه الحقبة واتخذت الصحافة طابع الرأي من خلال المقالات التي تناقش معاناة الطبقة الفقيرة والکادحة سواء في أوروبا أو في الدول العربية، وکان يکتب هذه المقالات کبار الأدباء وکانت معظم کتاباتهم ساخرة من أحوال المجتمعات وعلاقتها بالحکام، وظلت الصحافة تعبر عن واقع هذه المجتمعات ومشکلاتها ومنبراً للرأي الحر تارة ومنبراً للسياسات التحريرية الخاضعة لنمط الملکية تمام الخضوع تارة أخري حتى ظهر الاتصال الرقمي الذي لم يکن معهوداً لدي الجماهير إلي أن أصبح جزء من حياتها.