مع بداية ظهور الشکل العصري من المدن المسورة والتي سميت حاليا بالمجتمعات المنغلقة،أثار ذلک المصطلح جدل العديد من الباحثين والسکان والحکومات، وقد دارت حوله العديد من علامات الاستفهام. فالمجتمعات المنغلقة هي عبارة عن تلک المناطق السکنية المتطورة ذات الحوائط والأسياج، وهي تلک التي يصعب الوصول إليها من قبل السکان غير المقيمين داخلها. ويستخدم بها مجموعة من الوسائل الأمنية ووسائل الحراسة وهي غالبا ما يکون لها دوائر تليفزيونية مغلقة، أو نقاطا أمنية من قبل أفراد الأمن. وتلک المجتمعات تکون ملتزمة بمجموعة من الاتفاقات القانونية ويرتبط سکانها برموز عامة لقواعد السلوک. ومن الجدير بالذکر أن مفهوم المجتمعات المنغلقة ليس بالمفهوم الحديث؛ فمنذ فترات طويلة کان هناک نمط من المدن التي تحيط بها الأسوار لوقف جيوش الأعداء ومنعهم من الدخول بسهولة إلى المدينة. وکان لهذه المدن  مجموعة من المداخل الرئيسية وأخرى ثانوية ذات بوابات سميت بالمدن المسورة. ومن هنا ارتبط مفهوم المجتمعات المنغلقة بظاهرة المدن ذات الأسوار لوقف الأعداء ومنعهم من الدخول إليها. ويوجد بهذا النمط مجموعة کبيرة من البوابات الضخمة الرئيسية والفرعية، وبناء على ذلک فقد ارتبط هذا المفهوم بمجموعة من الأصول التاريخية القديمة، فهو ليس مفهوما جديدا وإنما هو مستنتج من مفهوم المجتمعات المسماة بمدن الأسوار.
ومنذ منتصف 1980 انتشرت ظاهرة البوابات والأسوار في مناطق وبلدان عديدة بالولايات المتحدة الأمريکية، وانعکس ذلک في شکل مجموعة من المدن الجديدة مع بعض القرى المعزولة وأنماطها، وبعض المدن بأکملها جعلت مداخلها ذات بوابات للحراسة. وتم ذلک جنبا إلى جنب مع الاتجاه نحو البوابات في المشاريع السکنية الجديدة وکذلک الأحياء السکنية القائمة على نحو متزايد بترکيب البوابات والحواجز لعزل أنفسهم.
ويهدف البحث الي الوصول إلي النموذج النظري لسيناريوهات نمو المجتمعات المنغلقة وتفاعلاتها في إطار الثنائيات العمرانية، وذلک من خلال التنبؤ بالقوى المؤثرة في صياغة تلک السيناريوهات، ومن ثم دراسة حالة "المجتمعات المنغلقة في إطار تفاعلاتها بالنطاق المحيط علي مستوي إقليم القاهرة الکبرى"، ويهدف هذا الجزء من البحث إلي تفسير الظاهرة، والتنبؤ بسيناريوهات نموها في المستقبل في إطار علاقاتها بالمناطق المحيطة.