اضطراب التوحد لدى الأطفال من أکثر الإعاقات التطورية صعوية بالنسبة للطفل، ويعد العرض المميز للتوحد هو وجود قصور کيفي في التفاعل الاجتماعي والتواصل بالإضافة إلى وجود سلوکيات نمطية، وهذا القصور يؤثر بصورة مباشرة على السلوک التکيفي للأطفال التوحديين، حيث يتم هذا السلوک بوجود قصور في العديد من المهارات الأمر الذي يدفعنا إلى تقديم برامج تربوية ملائمة تساعد على نمو بعض جوانب السلوک التکيفي / لديهم حتى نستطيع أن نستغل القدرات والإمکانات الناتجة من ذلک التحسن في مساعدتهم على الانخراط في المجتمع، وقد قدمت بعض المحاولات في ذلک وأحد أهم تلک التدخلات أو البرامج التدخل السلوکي المکثف والمبکر  Early Intensive Behavior Intervention فالتدخل السلوکي المکثف والمبکر احدي الإستراتيجيات التي يمکن استخدامها بشکل علمي وفق : خطوات إجرائية ومنهجية وذلک لتدريب الأطفال التوحديين، ويرکز التدخل المکثف على تعديل السلوک خلال فترات زمنية يتم فيها تقديم تدريب مکثف. کا بيان : تهدف الدراسة إلى تقديم برنامج تدريبي يقوم على استخدام العلاج السلوکي المکثف والميکر في تنمية بعض جوانب السلوک التکيفي لدى الأطفال التوحديين، وقياس اثر ذلک على تحسين القدرة على التواصل، تکونت عينة الدراسة من تسع أطفال توحديين ذکور، تتراوح أعمار هذه العينة من 4-6 سنوات بمتوسط قدره 5, 16 عنه و انحراف معياري ۳٫۲۱ تم تقسيمهم إلى مجموعتين: المجموعة التجريبية: وتتضمن س ت أطفال، المجموعة الضابطة: وتتضمن اربع اطفال، استخدم الباحث: ۱- مقياس الطفل التوحدي: إعداد عادل عبد الله محمد(۲۰۰۱)، مقياس التواصل من مقياس جيليام Gilliam التقديري لتشخيص اضطراب التوحد إعداد / جيمس جيليام ترجمة وتعريب/ عادل عبد الله محمد (۲۰۰۹)، مقياس السلوک التکيفي للأطفال (إعداد عبد العزيز السيد الشخص، ۱۹۹۲)، والبرنامج المستخدم (إعداد الباحثان) والذي يتکون من ۲۸۸ ساعة تدريبية، بواقع ثلاث ساعات يومية يتم تقسيمها بين المعلمة والباحثين والأم، اشتملت هذه الساعات التدريبية على 84 ساعة تدريبية على الأداء الوظيفي المستقل وأداء الأدوار الأسرية، ۳۳ ساعة تدريبية على الأداء الاجتماعي، ۳۹ ساعة للتدريبات اللغوية، ۲۷ ساعة تدريبية على الأنشطة المهنية والاقتصادية، ٢٤ ساعة تدريبية على بعض الأنشطة التي تنمي المهارات العقلية، بالإضافة إلي ۷۰ ساعة يتم فيها إعادة التدريب على محتوى البرنامج، کما خصص الباحثين 6 ساعات لتحقيق الألفة بينهم وبين الأطفال عينة الدراسة، استمر تطبيق البرنامج أربعة أشهر، بواقع ثلاث ساعات أسبوعيا. تبين من النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية حدوث تحسن في ابعاد السلوک التکيفي والتواصل للأطفال التوحديين وذلک من خلال ما تعکسه الفروق في القياسين القبلي والبعدي على مقياس السلوک التکيفي بابعاده وذلک لصالح القياس البعدي، کما استمرت فاعلية البرنامج المستخدم في تنمية جوانب السلوک التکيفي وتحسين التواصل لدى الأطفال عينة الدراسية خلال فترة المتابعة.