يُعتبر رأس المال البشري مخزون استراتيجي بالنسبة للمؤسسات التعليمية يشتمل على القدرات والمهارات التي يجب تسييرها وفق منظور استراتيجي؛ من خلال نُظم ومداخل حديثة لتطوير "الکفاءات، المعرفة، والجودة" ،والتي تستطيع المؤسسة بواسطتها تحقيق الاستغلال والتثمين الناجع لتلک الموارد والکفاءات بما يضمن لها امتلاک ميزة تنافسية.         وفي ضوء ذلک استهدف البحث الحالي تسليط الضوء على أهمية إعادة صياغة الأدوار القيادية في مؤسسات التعليم العالي المصري و رسملتها في ضوء مُتطلبات التنمية البشرية المُستدامة؛ کمدخل لصُنع نماذج إدارية حديثة تعتمد على الإصلاح والتطوير الإداري بمؤسسات التعليم العالي، وتُسهم بصورة فاعلة في علاج الفجوة الأساسية بين الدول المتقدمة والصناعية من جهة، والدول النامية من جهةٍ أخري - والتي تُعد فجوة إدارية في المقام الأول؛ متمثلة في قصور أداء القيادات على ممارسة القيادة بکفاءة وفعالية وإنتاجية وجودة – وذلک من منطلقين: أولهما  أهمية العنصر أو المورد البشري في المؤسسات کحقيقة أولى ترتبط بالاتفاق على حقيقة ثانية وهي ضرورة وأهمية العناية بتطوير هذا العنصر وتنميته کأساس لتطوير وتنمية کفاءة المؤسسة، وثانيهما الأهمية الاستراتيجية للرسملة باعتبارها مؤشرًا للقيمة المضافة ومصدرًا لتحقيق الميزة التنافسية للمؤسسات.      وجاءت منهجية البحث – وفقًا لرؤية علمية خاصة – بعرض وتحليل لـ "متطلبات التنمية البشرية المُستدامة، الاستراتيجيات القيادية لتنمية رأس المال البشري وتحسين الأداء الجامعي، رسملة القيادات الجامعية کمؤشر للقيمة المضافة بمؤسسات التعليم العالي" ،وانتهاءً بعرض التوصيات والمقترحات