تتناول الدراسة ديناميکيات القوة في التسلسل الهرمي في دول شمال إفريقيا، بهدف اختبار نظرية تحول القوة على مدى الاستقرار في الهياکل الهرمية الإقليمية ،ودراسة أثر المؤسسة العسکرية على الاستقرار السياسي من خلال تحليل ومقارنة قوة المعارضة غير الراضية من جانب ،وقوة السلطة الحاکمة من جانب آخر ،وماهية احتمالات الاستقرار والصراع داخل هذه الدول؟،وأخيرًا التنبؤ بما إذا کان الصراع أو السلام والتکامل بين هذه الدول سيکون أکثر احتمالًا ،وقد خلصت الدراسة إلى أن مصر هي الدولة المهيمنة في المنطقة والوحيدة التي تزيد من قدراتها النسبية في القوة بالمقارنة بباقي دول شمال إفريقيا حيث خرجت الدولة المصرية من تداعيات الربيع العربي بفارق قوة کبير بين السلطة والمعارضة ما يعني أن الأوضاع في مصر سوف تحمل استقرارًا سياسيًا ،تليها في القوة الجزائر والمغرب على التوالي وهما الدولتان اللاتي لم تعصف بهما الثورات في منطقة شمال إفريقيا.
خلصت الدراسة إلى تدني مستوى التنسيق الإقليمي وانخفاض احتمالات الاندماج بين دول شمال إفريقيا حيث تميل هذه الدول للاتجاه ناحية الشمال رغم وحدة الثقافة والدين فالتکامل ليس من أولوية هذه البلدان ،وکذلک ينخفض خطر الصراع الإقليمي فيما بينها ،ويستثني من ذلک خطر الصراع بين المغرب والجزائر على خلفية قضية الصحراء الغربية ،ويبقى الخطر الأکبر على هذه الدول هو الحروب الأهلية کما هو الحال في ليبيا.