لقد استطاع الکاتب (عمر فرج) تقديم نص ذهني تنطبق عليه معايير التشخيص لعلوم الصحة النفسية ، مقدماً نمطاً جديداً لصورة المضطرب النفسى ضارباً بالصورة النمطية للاضطراب النفسى عرض الحائط، فالکاتب فى مسرحيته يسعى إلى مواکبةمستجدات العصر الحديث وتوظيفها فى أعمال فنية وإبداعية هادفه .
فهذه الدراسة النقدية استخدمت فيها الباحثة منهج التحليل الوصفى بالتداخل مع منهج التحليل النفسى للأدب ، فکانت مشکلة الدراسة الأساسية :هل استطاع عمر فرج کتابة مسرح ذهنى ، کيف وظف بنية الشک فى نصه ؟ ، هل يمکن تطبيق فنيات منهج التحليل النفسى على نقد ودراسة المسرح الذهنى ؟، وکانت من أهم نتائج الدراسة أن مسرحية هيا نهرش عقولنا تطبق قواعد وأسس المسرح الذهنى ، تجسيد الصراع بين الوهم والحقيقة ،إبراز الأفکار النفسية التى تدور فى رأس کل شخص من شخوص المسرحية، تحقيق خاصية الفروض الذهنية، نجح الکاتب فى نقل أفکار وأحاسيس شخوص المسرحية من النص المقروء إلى التخيل الذهنى دون المرور بخشبة المسرح ، تقديم صورة علمية واقعية أفضل کثيراًمن الصوره النمطية للاضطراب النفسى، فالاضطرابات النفسية مرض قد يکون غير ظاهر يصيب الإنسان بوصفه إنسانًا مجرداً من القيمة ، الوظيفة ، المکانة .