إن الإنسان يولد على الفطرة، ويکتسب شخصيته من والديه والمجتمع المحيط به، وذلک من خلال الأحکام البيئية والخبرات الذاتية المتراکمة، فيبدأ الإنسان في تکوين مفهوم الذات في نفسه، والذي يتضمن صورا ذهنية تختلط فيها الأفکار والاتجاهات والمشاعر والمبادئ والقيم، والتي تتجه نحو أبعاد الذات الجسمية والاجتماعية والعقلية، فالفرد له کيان يسهم في مختلف الوظائف الاجتماعية والثقافية والمهنية والاقتصادية، ويسعى إلى تحقيق طموحاته وآماله التي ترتکز على الاستعدادات والقدرات الذهنية والنفسية والجسمية إلى أن يواجه الفرد حدثا ما فيسبب له خبرة نفسية لها تأثير على مجالات حياته کافه، ويتحدد مستوى ودرجة هذا التأثير بحسب نوع الحدث وقدرته على التکيف معه (الغمري، 2016).
وأن أهمية تحديد أنماط واضحة للشخصية للأفراد تکمن في جانبين؛ الأول منها يتعلق بمساعدة الأفراد في تحقيق فهمٍ أفضل لأنفسهم والوصول إلى فهم کفاءتهم الشخصية، وکذلک لمساعدتهم في تحقيق نمو شخصي جيد لهم، فضلاً من أن يقوموا ببناء تقديرات للذات مناسبة لهم. أما الجانب الآخر ينحصر في تحقيق نوع من الکفاية والفاعلية للأفراد وذلک عن طريق تفاعلهم مع الآخرين في البيئة المحيطة بهم التي لا تختص بأصدقائهم المقربين منهم ولکن مع زملائهم في العمل أيضا (أبو السل، 2014).
فإنَّ أثر الأنماط الشخصية لدى الوالدين لها أهمية کبيرة في درجة التحکم الذاتي والشخصي لدى الفرد، وفي کفاءته الشخصية، إن العلاقة السليمة بين الأنماط الشخصية والکفاءة الشخصية تقوم على زيادة التحکم الذاتي والکفاءة الشخصية لدى الفرد، فعندما يقوم الوالدين بتنشئة أبنائهم بشکل صحيح فإنهم يصبحون قادرين على التفکير والإنجاز العمل دون خوف من مجتمعه وکفاءته بثقته بنفسه تکون کبيرة، بينما إذا کانت العلاقة بشکل فوضوي فإن التنشئة تکون بشکل تسلطي وفوضوي ويکون التحکم الذاتي منخفض، والکفاءة الشخصية متدنية لدى الأبناء (البدارين وغيث، 2013). وجاءت الدراسة الحالية للکشف عن أثر أنماط الشخصية لدى الوالدين على مستوى الکفاءة الشخصية لدى أبنائهم.