تشکل الإدارة موقع القلب بالنسبة للمنظومة التعليمية بحيث إذا وقف القلب وقفت وتجمدت معه کافة الأنشطة، ولذلک فهى مطالبة بالتجديد والتطوير باعتبارها مسئولة عن نجاح وتسيير العملية التعليمية ،لما لها من أهمية بالغة فى کيفية توظيف واستخدام القوى البشرية وحملها على استخراج أفضل ما فيها من طاقات خلاقة مبدعة (نادية محمد عبد المنعم، 2000، ص1).
ولهذا فإن الإدارة الناجحة تعتبر إحدى الرکائز المهمة لأي مجتمع من المجتمعات لبلوغ الکفاية التي تمکنه من استغلال موارده البشرية والمادية والعملية في مختلف مجالات حياته أو بعضها على الأقل، ومن ثم تشغيلها وتوجيهها في ضوء ما حدده من أهداف بحيث يتحقق له في النهاية وبصفة أساسية مستمرة ناتج يفيض بدرجة ملحوظة عن کل ما تم لإنفاقه وما بُذل فيه من جهد (أحمد جلال، 2006م، ص1).
وتعتبر الإدارة المدرسية من أهم وأعظم مجالات الإدارة حيث إنها ترتبط ارتباطاً مباشراً بتربية النشء، وإعداد الأجيال فى العصر المتغير المتسارع، وتمثل الإدارة المدرسية أصغر تشکيل إداري فى النظام التعليمى، ولکنها من أهم التشکيلات فيه؛ لأنها تتولى تنفيذ السياسة التعليمية بأهدافها ومراميها، فهى تتعامل مع المجتمع مباشرة، وتوفر لأبنائه الرعاية والتعليم، وتحيطهم بالمناخ الذى يؤهلهم للنمو التربوى السليم (المجالس القومية المتخصصة الدورة السابعة والعشرون، 2000، ص41)، ولهذا فإن الطريقة التى تدار بها والأساليب المتبعة فيها تمثل العمود الفقرى لنجاح المدرسة فى أداء رسالتها المنشودة (أسامة محمد وآخرون، 1996).
وتعد المرحلة الثانوية العامة مرحلة ذات طابع خاص وعظيم، إذ أنها تتوسط مرحلة التعليم الأساسي والتي تهدف إلى تنمية قدرات واستعدادات الطلاب وإشباع ميولهم وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والمعارف والسلوکيات والمهارات العملية التي تتفق وظروف بيئاتهم المختلفة، ومرحلة التعليم العالي والجامعي التي ينبغي إمدادها بما تحتاجه من طلاب ذوى قدرات ومستويات متميزة. (وزارة التربية والعليم، 2012، ص3،2).
وتمثل رسالة المعلم في التعليم الثانوي أکثر أهمية وأکبر خطورة، حيث لا تقتصر على مجرد توصيل العلم إلى المتعلم، ولکنها تتعدى ذلک إلى تربيتهم وإعدادهم کمواطنين صالحين منتجين عن وعى وخبرة، لديهم القدرة على الحياة في المجتمع بصورة سليمة، وفى عصر سمته التغير السريع في العلم والتکنولوجيا (محمد أحمد، 1995، ص983).