وفي آفاق الألفية الجديدة فقد غدت مجموعة جديدة من البيئات الحديثة حقيقة ماثلة أمام الکليات والجامعات ، وهي بيئات تتطلب استجابة فريدة من الجامعات حيث يمکنها فرض عقوبات سلبية إذا فشلت الکليات والجامعات في بلوغ طموحاتها(Rowley, Sherman , 2001.P:28).
وتعد الجامعات رکيزة رئيسة لسياسات واستراتيجيات التعليم العالي، وتلبية مطالب المجتمع من رأس المال البشري ، وخدمة مجتمعاتها ، والمشارکة في التنمية والتقدم ، ونشر ثقافة الاستدامة والتنمية (Rahman, Osama,2010, Pp: 695-697).
وتؤکد المشکلات التنموية المعاصرة ، ومتغيرات المد الثوري لما بعد 25 يناير 2011م ، حتمية التعويل على کفاءة دور الجامعة في خدمة المجتمع؛ فقد بلغ تعداد سکان مصر بالداخل لعام 2017م حوالي (94.798) مليون نسمة(الجهاز المرکزي للتعبئة والإحصاء ، 2017م ، ص 20) وهوما يعکس وجود مشکلة سکانية تتطلب شراکة في مواجهة تداعياتها، کما جاء مؤشر التعليم العالي والتدريب في مصر في الترتيب (112) دولياً من بين[138] دولة للعام الجامعي 2016-2017م، (www.capmas.gov.eg, 2017,) .
ومن منظور التخطيط الاجتماعي فقد أضحت قضايا تمويل خدمات الرعاية الاجتماعية، ومسئولية شرکاء التنمية بما فيها الجامعات نحوها، وقضية عدالة توزيع الخدمات مکانيا وطبقيا، ومتطلبات تحسين نوعية الحياة ذاتيا وموضوعيا ، وجودة الخدمات الاجتماعية من أهم قضايا تخطيط الخدمات الاجتماعية المعاصرة ، وبم أن المشارکة المجتمعية من معايير ضمان جودة التعليم الجامعي ، وهي قاسم مشترک بين مختلف وظائف الجامعة المعاصرة ؛ فإن على الجامعات إقامة علاقات متبادلة مع المؤسسات المختلفة وأن تخطط لبرامج خدمة المجتمع بناءا على عنصر ومصدر قوة معاصر، وهو رأس المال الاجتماعي.
فمنذ التسعينيات من القرن الماضي نمى رأس المال الاجتماعي وآثاره على التنمية کما ارتفع شأنه في جميع فروع العلوم الاجتماعية. وتطورت أبحاثه (Woolcock,Naraya,2000). نظرًا لفاعليته في تعزيز الصحة ، ونتائج تعليمية أفضل ، ورفاه الطفل ، وکفاءة الاستجابة الحکومية (Commonwealth of Australia,2003,pp:5-6وفي المجتمعات ذات رأس المال الاجتماعي القوي، فمن السهل حل المشکلات الاجتماعية، وأداء جميع الوظائف الاجتماعية على مستوى أعلى (Sharon.2008.P:375 ).
وتتناسب الخدمة الاجتماعية مع استخدام رأس المال الاجتماعي لفهم الأمراض المجتمعية وتفسير شمولي لأثر بناءات القوة والامتياز، والقمع على الأفراد والجماعات المهمشة ، وثمة ضرورة لإعلام المجتمع وفهم الممارسين لمکانة وأهمية رأس المال الاجتماعي