محور البحث( توجيه العلة الصرفية في الممتع لابن عصفور) : اثنتا عشرة علة ،فمسائله متنوعة، ومادتها العلمية ضخمة ، إضافة إلى أنه من أعظم کتبه خاصة، ومن أبرز المصنفات العربية عامة، والمکانة التي يحظى بها هذا العالم في علم الصرف.
ويهدف البحث إلى: جمع ما تناثر من علل في مؤلف واحد بدقة وإحکام واستقصاء وإحاطة، والاهتمام بالعلل التي وردت في الممتع وتوجيهها حرصًا على تمکين القاعدة ، وإحکام الأحکام لتمتد العربية  متأصلة  القواعد متينة الأحکام ، والاهتمام بالمسائل الکلية والجزئية واستيفاء القول فيها ليتسم البحث بالشمول  وجمع العلاقات بين الأشباه والنظائر، في ترتيب واختصار.
وتبدو أهمية البحث من خلال متابعة الحکم من ابن عصفور ، ثم بيان ما يتعلق بهذا الحکم من تعليل ، وکل ما يصحبه من استدلال على الحکم، والترجيح بين الأحکام. وما شجعني على دراسة هذا الموضوع أني وجدت أکثر من کتاب في التعليل النحوي.
وکتاب الممتع من أمثل کتب الصرف المطولة حتى قلَّ أن يخلو من مسائله کتاب بعده، قال عنه أبو حيان(745هـ)[1]:"أحسن ما وُضع في هذا الفن ترتيبًا، وألخصه تهذيبًا، وأجمعه تقسيمًا، وأقربه تفهيمًا"، لذا کان تناول العلل من خلال الممتع تناولًا لعلل اللغويين حتى القرن الرابع الهجري.
وسيسلک البحث المنهج الاستقرائيّ التحليليّ، من حيث استقراء وتحليل التعليل الصرفيّ، والکشف عن مدى ارتباطه أو ابتعاده عن القاعدة التوجيهية، وعرض أقوال العلماء ، مع وضع الأدلة والبراهين بين يدي القارئ ليکون على بينة بما يقرأ، وذکر احتجاج  کل رأي، مع ذکر الرأي الصحيح  بالحجة والدليل، ومناقشة هذه الآراء في ضوء علم اللغة الحديث ما أمکن إلى ذلک سبيلًا، وعدم المساس بالعلة النحوية؛ لذا سيکتفي البحث بما تناولته کتب التعليل النحوي عن العلة، وبالتالي لن يتعرض  ل: تعريف العلة والتعليل، أقسامها، نشأتها وتطورها، شروط العلة المقبولة وصفاتها، مسالک العلة، وقوادح العلة.



[1]) أبو حيان: انظر تفسير البحر المحيط1/6.