تخطط الادارة المصرية للتحول نحو الاستدامة ضمن اهداف الرؤية المستقبلية
للعمران، من خلال تطوير وإعادة استخدام ورفع کفاءة الفراغات البينية بالمناطق
العمرانية القائمة، حيث تعتبر الفراغات العمرانية بوظائفها المتعددة أماکن ضرورية ومفضلة
للحياة، کونها تعمل کرئة صحية للمدن التي تحتاج الي توفير الأنشطة الحياتية
الاجتماعية والثقافية والترفيهية لتحقيق جودة الحياة، بالإضافة لتحسين البيئة
الخارجية والصحة العامة لتصبح الفراغات صديقة للإنسان لمواجهة التحديات البيئية والعمرانية،
لذلک تتناول الورقة البحثية الفراغات العمرانية ودورها في تلبية الاحتياجات
المختلفة للمستخدمين، بالإضافة لمقومات وسبل رفع کفاءة هذه الفراغات لتحقيق
الاستدامة وجودة الحياة فيها، وهو موضوع يمس العمران المصري وما يتعرض له من
تحديات في العصر الحالي، وما تتعرض له المناطق العمرانية القائمة من تدهور عمراني
وبيئي واجتماعي، ومشکلات ادارية مع عدم تفعيل قوانين واشتراطات تحافظ علي الفراغات
العمرانية ودورها في تحسين جودة البيئة الخارجية وفق منهجية علمية، حيث تکمن
الإشکالية في ضعف الدور الوظيفي وعدم کفاءة الفراغات العمرانية في تلبية
الاحتياجات الإنسانية، مع الحاجة لتوفير علاقة ايجابية بين الفراغات والبيئة
المبنية والمستخدمين، لذلک يهدف البحث لطرح منهجية علمية لرفع کفاءة الفراغات
العمرانية لتحقيق الاستدامة وجودة الحياة، وفق المبادئ والاسس والمعايير التصميمية
التي تناسب جميع فئات المجتمع، ويفترض البحث تطبيق واتباع عناصر المنهجية المقترحة
عند تصميم وتطوير وإعادة استخدام الفراغات العمرانية يؤدى الي رفع کفاءتها، ومن ثم
تحقيق جوانب الاستدامة وجودة الحياة داخل الفراغات العمرانية بالمدن القائمة،
ولإثبات ذلک يتبع البحث المنهج الاستقرائي بالدراسة النظرية للوقوف علي المبادئ
والاسس والمعايير الخاصة برفع الکفاءة وتحقيق الاستدامة وجودة الحياة وفق اراء
المنظرين، بالإضافة الى اتباع المنهج التحليلي الاستنباطي المقارن بالدراسة
التحليلية، لتکوين عناصر ومفردات المنهجية المقترحة، ومن ثم تطبيقها علي عينات
مختارة قائمة ومقترحة، عن طريق تصميم نموذج قياسي کأداة لاختبار صحة المنهجية، ومن
ثم تقييم مدي توافق العينات للمنهجية المقترحة، ثم رصد وتحليل النتائج في صورة
مقارنات بيانية، وصولاً لأثبات الفرضية وتحقيق هدف البحث المتمثل في طرح منهجية
علمية لرفع کفاءة الفراغات العمرانية لتحقيق الاستدامة وجودة الحياة.