ناقشت هذه الورقة البحثية فکرة الوطن والمواطنة والهوية الوطنية الجامعة بين کل المواطنين بمختلف أعراقهم وهوياتهم الفرعية، من وجهة نظر إسلامية تأصيلا، ومن الزاوية السياسية في بناء الدولة الحديثة، وتوصلت إلى أن فکرة الوطن والمواطنة لا تتعارض أبدا مع الإسلام، مثبتة ذلک من خلال تعلق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المکيين بمکة المکرمة، يوم هاجروا عنها، وکذلک من خلال وثيقة المدينة التي أسست لدولة تجمع معتقدات مختلفة، وهويات متباينة، ولکنها جميعها تتفق على إلتزام هذه الوثيقة، بالدفاع عن دولة المدينة وحمايتها من کل عدوان خارجي، وتآمر داخلي، والانقياد لقايدة رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصفه حاکما فقط عند اليهود، ومشرکي يثرب، والمنافقين، ونبيا ورسولا عند المؤمنين به من المهاجرين والأنصار. ومن هذه الزاوية بينت فکرة المواطنة في مفهوم الاتجاهات اليسارية، القومية منها والمارکسية، وتطرقت إلى بيان أهمية وضرورة الهوية الوطنية الجامعة في المملکة العربية السعودية، مبينة معززاتها ومهدداتها، والأسس التي تقوم عليها، مسترشدة في ذلک بمقولات المؤسس الملک عبد العزيز آل سعود، ونصوص نظام الحکم الأساسي. وأبرزت في ذلک أهم السياسات والمواقف التي أنتهجتها قيادة المملکة العربية السعودية في موقفها الحازم من کل تآمر يستهدف وحدة الوطن وهويته الوطنية الجامعة، وتوصلت إلى نتائج وتوصيات تراها مهمة، أثبتتها في محلها من االورقة البحثية.