تهدف هذه الدراسة بشکل رئيسي إلى التعرف على کيفية تحسين القدرة التنافسية لقطاع الصناعات التحويلية المصرية والسعودية، وذلک من خلال تناول مؤشرات التنافسية الصناعية في کل من البلدين، والتعرف على المعوقات الداخلية والخارجية التي تقف عائقًا أمام القطاع في الدولتين، وکيفية التغلب عليهم.
وقد توصلت الدراسة إلى أن قطاع الصناعات التحويلية قد ساهم في الناتج المحلي الإجمالي المصري بما يتعدى 16% خلال العام 2017/ 2018، بينما ساهم القطاع ذاته بما نسبته 12.8% في الناتج المحلي الإجمالي السعودي في نفس العام المُشار إليه، وقد وجدت الدراسة مجموعة من أوجه الشبه بين قطاع الصناعات التحويلية المصري وقطاع الصناعات التحويلية السعودي؛ حيث تُعد الصناعات الغذائية هي الأکبر من حيث قيمة الإنتاج وعدد المشتغلين في البلدين وذلک في إطار الصناعات ذات التکنولوجيا المنخفضة، بالإضافة إلى أن صناعة فحم الکوک هي الأکبر من حيث قيمة الإنتاج في کلا البلدين، وذلک في إطار الصناعات ذات التکنولوجيا المتوسطة، کما جاءت صناعة المواد والمنتجات الکيميائية في البلدين الأکبر من حيث قيمة الإنتاج، وذلک ضمن الصناعات ذات التکنولوجيا العالية، کما تم تسجيل أعلى إنتاجية للعامل في صناعة فحم الکوک في الدولتين. ولکن على الرغم من هذه التشابهات فإن ترتيب مصر في دليل التنافسية الصناعية يبتعد نسبيًّا عن السعودية؛ إذ جاءت مصر في الترتيب 71 عالميًّا بينما جاءت السعودية في الترتيب 37 عالميًّا، وذلک وفقًّا لإحصائيات عام 2017، وذلک على الرغم من أن عدد الصناعات التي تتمتع فيها مصر بميزة نسبية قد بلغت 42 مقابل 4 فقط للسعودية.