لقد حققت مواقع التواصل الإجتماعي في الأونة الأخيرة رواجاً کبيراً فقد جذبت انتباه العديد من المستخدمين والمنتفعين وکذلک الباحثين نحو محاولة فهم واستيعاب العديد الاستخدامات والمنافع والآثار الجانبية من وراء استخدام هذه المواقع.  فمن الملاحظ زيادة أعداد المستخدمين لهذا الموقع بصورة ملحوظة بالإضافة إلي ظهور استخدامات بديلة وجديدة لهذه المواقع، فقد أصبحت تستخدم کوسيلة أساسية في الاتصال کبديل للهاتف في بعض الأحيان، بالإضافة إلي انها أصبحت الوسيلة المساندة الأساسية في عملية التعليم وتداول المحتويات الدراسية. لذا فقد تناولت العديد من الدراسات في مجال الإدارة وتکنولوجيا المعلومات الأثار المترتبة علي استخدام الطلاب وبصفة خاصة طلاب الجامعات لهذه المواقع. ومن هنا تتناول هذه الدراسة تحليل بعض العوامل والأثار الدراسية والإجتماعية المرتبطة بإستخدام شبکات وتکنولوجيا التواصل الإجتماعي، وبصفة خاصة آثارها على عملية التعلم التعاوني أو التوافقي  Collaborative learning لطلاب الجامعة ، وهي تتضمن التفاعل مع الزملاء  Interactive with peers ، والتفاعل مع الأساتذة  Interactive with teachers، ودرجة الإرتباط بالآخرين  Engagement with othersوکذلک آثارها علي رأس المال الإجتماعي والذي  يتضمن الرضا عن الحياة، والثقة الإجتماعية، ومستوى المشارکة الإجتماعية والمدنية،  ومستوى المشارکة السياسية.  کما تتناول أيضاً دراسة الآثار المترتبة علي الشعور بالإنتماء Sense of Belonging.
وقد تم تحديد مجتمع الدراسة علي أنه يشمل جميع طلاب جامعة الاسکندرية في مختلف البرامج الدراسية. أما وحدة المعاينة فهي تمثل الطالب الذي يدرس في جامعة الاسکندرية وله حساب شخصي واحد أو أکثر علي موقع التواصل الإجتماعي. وبناء علي ما سبق فقد تم إختيار عينة حکمية قدرها 550 مفردة، وروعي في إختيارها ضرورة التوجه باستخدام المواقع. وقد تم تجميع البيانات بأستخدام قائمة استقصاء معدة ومنقحة واختبار مذى مصداقيتها وثباتها. وقد تم أستخدام العديد من الأساليب الإحصائية مثل الإحصاء الوصفي و معامل کرونباخ ألفا ومعامل الإرتباط لبيرسون وتحليل الإنحدار البسيط وکذلک المتعدد لإجراء تحليل البيانات وإختبار فروض الدراسة و إستخلاص النتائج. وقد کشفت نتائج الدراسة عن التوصل الي ان هناک علاقة معنوية موجبة بين کثافة إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي وبين مستوى التعلم التعاوني بمکوناته المختلفة من حيث التفاعل مع الزملاء، والتفاعل مع الاساتذة والتکامل مع الاخرين، وکذلک مع رأس المال الإجتماعي وتبين عدم وجودعلاقة معنوية بين کثافة إستخدام الموقع وبين الثقة الاجتماعية و المشارکة المدنية و المشارکة السياسية، ولکن ثبت العکس مع الرضا عن الحياة. کما توصلت الدراسة الي عدم وجود أي علاقة معنوية بين کثافة إستخدام الموقع و بين الشعور بالإنتماء.   و أخيرا توصلت الدراسة الي وجود علاقة معنوية قوية سالبة بين کثافة إستخدام الموقع و بين الأداء الأکاديمي للطلاب.
وقد تم تقديم مجموعة من التوصيات المقترحة لمتخذي القرار خصوصاً القائمين علي إدارة الجامعات المصرية. وقد تناولت هذه التوصيات ضرورة العمل علي تفعيل إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق التعلم التعاوني والتواصل بين الطلاب بعضهم البعض وبين إدارات الکليات المختلف في إطار تواصلها مع الطلاب, وأيضا ضرورة تفعيل إستخدامها لتنمية المشارکات المدنية و السياسية من جانب الطلاب في المجتمع. کما اوصت الدراسة بضرورة توفير البنية التحتية اللازمة لتيسير إستخدام الطلاب لهذه المواقع, کما اوصت الدراسة الطلاب بضرورة توخي الحذر من المبالغة في الإستخدام غير الموجه للمواقع نظرا لتأثيرها السلبي علي الأداء الاکاديمي لهم. وأخيرا  فقد تم تقديم عدد من المقترحات لافکار البحوث المستقبلية.