تتمثل الإشکالية الرئيسية للدراسة الراهنة في محاولة رصد أهم الآثار الناتجة عن تعرض الأسر الفقيرة للأزمات المختلفة في المناطق الحضرية، وتحليل أهم الاستراتيجيات التي تستخدمها تلک الأسر للتعامل مع الأزمات المختلفة. وتنتمي الدراسة إلى نمط الدراسات الوصفية التحليلية؛ لذا فقد اعتمدت على منهج المسح الاجتماعي بالعينة؛ لأنه يعد من أنسب المناهج للدراسات الوصفية. وقد تمثلت الأداة الرئيسية لجمع البيانات في استمارة الاستبيان، والتي تم تطبيقها على عينة عشوائية مکونة من 300 أسرة فقيرة بحي جنوب بمدينة المنيا، والذي يعد من أفقر أحياء مدينة المنيا، وأقلها حظًا في الخدمات. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة الراهنة ما يلي :
-کشفت الدراسة عن تعرض النسبة الأکبر من أسر العينة للأزمات المختلفة بشکل متکرر، واحتلت الأزمات الاقتصادية المرتبة الأولى، وتبين أن الاستراتيجيات التي يتبناها الفقراء للتعامل مع الأزمات الاقتصادية تؤدي إلى زيادة فقرهم، وحرمانهم، وتعود تبعاتها على أبناء الأسر الفقيرة؛ لتحرمهم من إمکانات تراکم رأس المال بأشکاله المختلفة، وهکذا تستمر الحلقة المفرغة للفقر.
- تبين أن النسبة الأکبر من الفقراء يواجهون الأزمات بأساليبهم الذاتية أکثر من اعتمادهم على المساعدات الخارجية، کما اتضح غياب الدور الذي تلعبة الجمعيات الأهلية في مساعدة الفقراء وضعف دورها في الوصول إلى الفئات المحتاجة.
-کشفت النتائج أن التعرض للأزمات المختلفة له عواقبه الوخيمة على الأسر ذات الدخل المنخفض؛ حيث أن تعرض الفقراء للأزمات المختلفة- خاصة الاقتصادية- قد أثر على مستوى استهلاکهم للغذاء، واضطرهم إلى خفض الإنفاق على الغذاء، الأمر الذي يؤثر على الصحة العامة لأفراد الأسرة- وخصوصًا الأطفال في مراحل النمو المختلفة- کما تبين أن التعرض المتکرر للأزمات خاصةً الاقتصادية يشعر الفقراء بالقهر والحرمان المستمر>