أضحت جائحة کورونا مأساة إنسانية في ضوء الانتشار السريع لهذا الفيروس الذي ضرب کافة دول العالم المتقدمة والنامية على حد سواء ، بل اتفق الجميع على أنها تمثل أسوأ کارثة يتلقاها الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، وذلک بتعرضه لأسوأ رکود اقتصادي في عام 2020 منذ سنوات "الکساد الکبير" متجاوزاً بذلک کل تداعيات الأزمة المالية العالمية في 2008، و بينما يشترک العالم أجمع في الخطوط العريضة للتداعيات الاقتصادية والاجتماعية لفيروس کورونا غير المسبوقة في تاريخه الحديث تبقى خصوصية تأثر کل دولة مرتبطة بطبيعة المنظومة الاقتصادية بها, ومدى قدرتها على تحمل التداعيات ومواجهتها, وقدرة أفرادها على خلق وابتکار الآليات الملائمة للتعامل مع الأزمة والتکيف معها . من هذا المنطلق تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة على تساؤل مؤداه: ما الآليات التي لجأت إليها العمالة غير المنتظمة في مصر للتکيف مع الآثار الاقتصادية التي خلفتها جائحة کورونا؟ وهدفت إلى رصد آليات التکيف الاجتماعي( الاقتصادية والاجتماعية ) للعمالة غير المنتظمة في مصر مع هذه الآثار ، والتحقق من الکيفية التي ظهرت بها السياسة الاجتماعية للدولة المصرية کأهم آليات تکيف العمالة غير المنتظمة ومساندتهم في ظل الجائحة.