يهدف هذا البحث إلى الإجابة عن السؤال التالي: مدى تمتع الإنسان بالحق في الخصوصية المعلوماتية؟، وبالطبع عند شروع الباحث في الإجابة عن هذا السؤال، ينبغي عليه أن يتناول بعض المحاور المهمة لعل من أبرزها: ما المقصود بالخصوصية المعلوماتية؟، وما موقف الفلاسفة من الحديث عن أحقية أو عدم أحقية تمتع الإنسان بالخصوصية المعلوماتية؟. وما الاقتراحات والحلول التي قدمها المتخصصون للخروج من المأزق الذي أوقعنا فيه الحديث عن مدى مشروعية حق الإنسان في التمتع بالخصوصية المعلوماتية؟ ولقد اعتمد الباحث على المنهج التحليلي المقارن تارة، وعلى المنهج النقدي تارة أخرى. کما توصل إلى مجموعة مهمة من النتائج لعل من أبرزها: إقرار الباحث بإمکانية تمتع الإنسان بالحق في الخصوصية، ذلک لأن الباحث قد توصل من خلال بحثه إلى أن مفهوم" الخصوصية " بمعناه التقليدي يعد من المفاهيم المهمة الموجودة عبر تاريخ الفلسفة منذ الأزل، ولکن نظرًا للتطورات التکنولوجية التي حدثت في العصر المعاصر بدأ يتحول مفهوم" الخصوصية" من معناه التقليدي ليأخذ مسمى آخر هو" الخصوصية المعلوماتية". والجدير بالذکر أن مفهوم" الخصوصية المعلوماتية" لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أصبح من المفاهيم التي تهتم بها الأخلاق المعاصرة، ولاسيما أخلاقيات الحاسوب الآلي، التي تعد فرعًا أصيلًا من فروع فلسفة العلوم المعاصرة. ولقد أنهى الباحث حديثه بأن هذه الإشکالية بحاجة دائمة إلى حلول أخرى خلاف التي اقترحها الباحث؛ نظرًا لطبيعتها المتجددة.