يحتل أحمد شوقي مکانة کبيرة بين الشعراء ، حتى کاد النقاد يجمعون على أنه کان تعويضا عادلا عن عشرة قرون خلت من الزمان ، وکان في طليعة من أعادوا إحياء الشعر وبعث الحياة فيه ، متبعا نهج أستاذه البارودي في ذلک . ويتناول هذا البحث قصيدة شوقي الأندلس الجديدة من خلال دراسة تحليلية نقدية ، تهدف إلى إبراز تقنياتها الفنية وخصائص بنائها الصوتي والترکيبي والدلالي المعجمي ، والتصويري ، واستجلاء مضمونها الفکري المرتبط بمأساة سقوط مدينة أدرنة بمقدونيا بعد أن تغلب عليها البلغار ، محدثين فيها ما فعله النصاری بالأندلس قديما . ومن أهم الأسئلة التي يحاول هذا البحث أن يجيب عنها : ما المضمون الفکري الذي تدور حوله تلک القصيدة ؟ وما أهم الخصائص الجمالية والترکيبية والإيقاعية في هذه القصيدة ؟ ولتحقيق هذه الأهداف اتکأت الباحثة على توظيف المنهج الجمالي الذي يستقي من معطيات الدرس الأسلوبي والبلاغي . وقد اقتضى البحث تقسيمه إلى مقدمة تتناول التعريف بموضوعه ، وبيان أهميته ، والإشارة إلى الدراسات السابقة ، ثم تمهيد يلقي الضوء على الشاعر ومکانته الإبداعية ، ثم تلا ذلک خمسة مباحث تعالج المحتوى الفکري - الصوتي الإيقاعي - اللغوي الترکيبي - الدلالي المعجمي - والتصويري ) ، ثم أنهي بخاتمة ترصد أهم النتائج التي توصل إليها ، وقد حرصنا على الاستفادة من بعض المصادر والمراجع التوجيه البحث وتجلية غوامضه ، ومحاولة استنطاق بنيته اللغوية ، وختاما أرجو أن ينتفع ببحثي هذا طلاب العلم .