تدور إشکالية هذا البحث حول نقد الحضارة عند أنتسثنيس أحد أعلام المدرسة الکلبية ومؤسسها، حيث تؤکد على أهمية دور الزمن والتاريخ فى تشکيل البناء الحضارى للفرد والمجتمع وما ينتج عنه من مخرجات يختلف حولها أصحاب الرؤى الناقدة بين القبول والرفض تبعاً لمذهبيتهم الفلسفية، وما يقدمونه من حجج تتسم أو تخلو من الاتساق والمعقولية.
تلک الرؤية التى تحققت لدى أنتسثنيس الذى قدم نقداً لاذعاً لمقومات وعوامل البناء الحضارى عند الإغريق متأثراً فى ذلک برمزية هوميروس والتعاليم الجورجياسية الخطابية المتأثرة بالحجج الإيلية وکذلک فلسفة ضبط النفس عند سقراط. لقد قدم تلک الرؤية النقدية إلى أهم العوامل والدعائم التى يقوم عليها التقدم الحضارى وذلک من خلال: "نقد فلسفة الحکم والتصورات الفلسفية – نقد التصورات الأخلاقية – البدائية واللامسئولية – تفنيد ميثولوجيا الدين الشعبى".
هذا وقد استخدم الباحث منهجى التحليل والنقد فى هذه الدراسة؛ لتفهم الفکرة ثم بيان اتساقها من عدمية معقوليتها، وکيفية الاستفادة منها فى واقعنا المعاصر من خلال فحص ونقد الأفکار مثل الإيمان والتصديق بها؛ لمعرفة فوائدها من أخطارها على تشکيل بناء وهدم الفرد والمجتمع؛ ليکون تطبيقها سبيلاً لتحقيق بناء أفضل لعالم الواقع.