استهدفت الدراسة عرض قضيتين أساسيتين ، وتتمثل القضية الأولى في الجرائم الالکترونية: الأنماط والتصنيفات، واشتملت هذه القضية على جرائم الاحتيال المعلوماتي کالنصب والخداع لتحويل الأموال والاستيلاء على البطاقات الائتمانية، وکذا على جرائم الاعتداء على الأشخاص کالابتزاز الالکتروني وجرائم التشهير والانتقام الالکتروني، جرائم التصنت أو التقاط الرسائل الالکترونية والسب والقذف. أما القضية الثانية فقد تناولت الباحثة فيها أهم المتغيرات الفاعلة في الجرائم الالکترونية ؛ کالعوامل الذاتية ( الرغبة في التعلم ، والرغبة في الثراء ، واثبات الذات والتفوق التکنولوجي ، والرغبة في الانتقام ) ، والعوامل الموضوعية ( کالتحولات في البناء الاجتماعي ، العولمة ، شبکات التواصل الاجتماعي، الأسرة وطبيعة الحياة الأسرية المعاصرة، التعليم والميول الإجرامية ، ثقافة الاستهلاک والطموح الزائد للشباب ، البطالة والضغوط الاقتصادية، طبيعة المهن وبناء الفرص الإجرامية ، واختلال القيم الثقافية. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي ، وتم الاعتماد على أداة دراسة الحالة لطائفة من نزلاء سجن شديد الحراسة بمدينة جمصة محافظة الدقهلية ، لـ 22 حالة من مرتکبي الجرائم الالکترونية بأنماطها المختلفة. وتم وضع إطارًا تصوريًا يمکن في ضوئه طرح موضوع الدراسة ، وقد اشتمل على بعض النظريات مثل نظرية الأنومي Anomi Theory أو اللامعيارية ، ونظرية بناء الفرصة عند کلوراد وأوهلن Opportunity Structure Theory ، ونظرية الثقافة الفرعية الجانحة Delinquent Sub-culture، ونظرية الصراع الثقافي Culture Conflict  عند (سيلين) ، وذلک لتفسير العوامل الدافعة للجرائم الالکترونية بکافة أشکالها وأنماطها. وقد حاولت هذه النظريات تفسير السلوک الاجرامي بالاعتماد على نظريات التعلم الاجتماعي التي تستخدم کثيرا في مفهوماتها التقليد، الدور الاجتماعي، المخالطة الفارقة وکلها تشير إلى عمليات يتعلم الشخص من خلالها السلوک الاجرامي. أما عن نتائج الدراسة الميدانية ، فهي :  1- تنوعت أنماط الجرائم الالکترونية ما بين السب والقذف والتشهير، واختراق الحسابات البنکية، وسرقة بطاقات الائتمان، والتهديد والابتزاز عبر الانترنت. 2- کشفت الدراسة الميدانية أن أبرز الدوافع لهذه الجرائم الطمع وحب الثراء والرغبة في تحقيق النجاح المادي ، وخاصة جرائم اختراق الحسابات البنکية، قرصنة الشبکات، سرقة کروت الائتمان ، والابتزاز الالکتروني. 3- تمثل الجرائم الالکترونية تهديدًا للأمن القومي للمجتمعات ، ومن أبرز الدوافع هو الرغبة في الانتقام .