امتاز المطبخ الأندلسي بشهرته وابداعاته، وتأثره بالآکلات المشرقية والمغربية والأوروبية، وامتاز بتنوعه وتفرده في بعض الأکلات؛ ومما ساعد على شهرته توفر المواد الأولية اللازمة للطبخ؛ والطباخيين المهرة، وقد ولع الأندلسيون بفنون الطبخ؛ وشدة نظافتهم واعتنائهم بصحتهم، وقد أولى أمراء وخلفاء بنو أمية المطبخ أهمية خاصة؛ حتى أنهم استحدثوا له وظيفة إدارية، عُرف القائم عليها باسم " صاحب المطبخ"، أو القائم على شؤون المطبخ، وسنتحدث في هذه الدراسة: عن مطبخ الخاصة في الأندلس. الخاصة: هم أصحاب الجاه والسلطة في الأندلس، وهى تضم الأمراء، والوزراء، والکتّاب، والشعراء، والفقهاء، والولاة، وقادة الجند، والأعيان، فضلا عن " البيوتات الوجيهة المرتبطة بجهاز السلطة" وکان لهم مطبخهم الخاص، والذي يختلف بالتأکيد عن مطبخ العامة. ويثير البحث عدة تساؤلات: من هم الخاصة في المجتمع؟ متى ظهر المطبخ السلطاني في الأندلس؟  أين يقع مطبخ الأمراء والخلفاء؟ ماهو التصميم المعماري للمطبخ؟ ما هى المواد الأولية اللازمة للمطبخ، وهل متوفرة في الأندلس أم کانت تُجلب من الخارج؟ ما هى أدوات الطهي المهمة في المطبخ الأندلسي؟ ما أشهر الأکلات الأندلسية لطبقة الخاصة؟ وما طرق إعداد الطعام، وأشهر الآکلات وعلاقتها بالمناسبات والاحتفالات في الأندلس؟ ما هى طرق تقديم المائدة الأندلسية؟ ومن هم العاملين في المطبخ السلطاني وطبقاتهم، وأجورهم؟ عقب الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس، سکن ولاة الأندلس في أول الأمر القصور الموجودة سابقاً؛ واتخذوها مرکزاً للحکم والإدارة، وبطبيعة الحال اعتمدوا على المطابخ الموجودة في هذه القصور، کما اعتمدوا على مواقدها وأفرانها واتخذوا منها مکان لإعداد الولائم للولاة.