نقلت الثورة المعرفية نهاية القرن العشرين المجتمع الإنساني إلى عتبة مجتمع المعرفة ، الذي تطورت فيه المعرفة لتصبح عبارة عن محصلة إدماج بين التکنولوجيات الحديثة و التقانات العالية وخبرات إنسانية متطورة، حيث أن لا أحد اليوم ينکر أهميّة هذه التکنولوجيا و دورها في تطوير قدرات العنصر البشري خاصة و أنها أصبحت تحتل مکانة متميزة في واقعنا المعاصر، انطلاقا من طبيعة وظيفتها وأدوارها وتأثيرها على الفرد و المجتمع، کما أثرت في عملية والتربية والتعليم خاصة بعد الانتشار الواسع للقنوات الفضائية و شبکة الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، و لعل ما ضاعف من تأثير هذه التکنولوجيات هو تداخل وظائفها مع مؤسسات المجتمع وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية والتربوية. و سنحاول من هذا المقام أن نرکز على واقع إدماج تکنولوجيا الاعلام والاتصال في المؤسسات التعليمية الجزائرية خاصة بعد أن تم إدراجها في السنوات الأخيرة في المناهج التربوية نتيجة جملة من الإصلاحات التي مست القطاع بهدف تأهيل و تکوين جيل المستقبل وفق منظور مدرسة الغد بدءا من إدراج التقنيات الحديثة التي تؤهل طلابنا لمهن تساعدهم على الاندماج في مجتمع المعرفة حاضرا ومستقبلا.