يُعد المتفوقون عقلياً مصدراً فريداً ومتميزاً من الثروة البشرية فى المجتمع لتقدمه وازدهاره، نظراً لما يتميزون به من إمکانات وقدرات وخصائص، الأمر الذى يتطلب حسن استثمار الوقت والجهد والطاقة لدى تلک الفئة من التلاميذ فى سعيهم نحو التميز، وهو ما يبدو فى الاتجاهات المعاصرة فى التعليم التى تؤکد على أن يکون تعليمهم متميزاً (معيوف السبيعى، 2009: 9).  وهذا يستوجب تقديم رعاية حقيقية للمتفوقين عقلياً عن طريق اکتشافهم ودعمهم وحل مشکلاتهم ومواجهة الصعوبات التى تقابلهم وتذليلها، وتهيئة المناخ المناسب ومساعدتهم على ظهور نبوغهم واستثماره وهذا يتطلب تحديد أهم خصائصهم مما يساعد على اکتشافهم وإعداد برامج تربوية خاصة بهم (حسنى زکريا، 2009: 3-4).  ويرجع الفضل الأکبر فى التعرض لخصائص المتفوقين فى التراث التربوى إلى " تيرمان " Terman(1921) وأتباعه کنتيجة لدراساته التتبعية والتى أظهرت وجود العديد من الخصائص السلوکية التى تميز الأفراد المتفوقين عقلياً مرتفعى التحصيل والتى تمثلت فى: تأقلمهم مع الحياة العملية بسهولة وتمتعهم بقدرة فائقة على القيادة، إلى جانب حبهم للقراءة، والقراءة فى سن مبکرة واستخدام اللغة بشکل متطور، وقدرتهم الرياضية الحسابية متقدمة، بالإضافة إلى مواهبهم المتعددة فى العلوم والأدب والفنون، وتميزهم بدافعية عالية للإنجاز وقوة ترکيز وحدة انتباه وحضور بديهة ( أسامة معاجينى، 1997: 43 ).