هدفت الدراسة الحالية إلى فحص ظاهرة استغلال النساء العاملات في الخدمة المنزلية کصورة من صور الاتجار بالبشر،  والتعرف على الأسباب الکامنة وراء هذه الظاهرة، والآثار المترتبة عليها، من أجل الوصول إلى أساليب لمواجهة هذه الظاهرة. ولتحقيق هذا الهدف اعتمدت الدراســة على المنهج الوصفي التحليلي ذي الطابع الکيفي، ومنهج دراسة الحالة، وتم استخدام دليل المقابلة المتعمقة کأداة أساســية لجمع البيانات، بجانب الملاحظة، واعتمدت على عينة عمدية مکونة من 15 حالة من النساء العاملات في الخدمة المنزلية في محافظة القاهرة، وروعي في اختيارهن التنوع في السن، والمستوى التعليمي، والحالة الاجتماعية، کما روعي أن تشتمل العينة على بعض العاملات المقيمات إقامة دائمة، والعاملات يومياً لدى أسرة واحدة، والعاملات بالمرة لدى أسر مختلفة. وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها: تعدد الأسباب التي تکمن وراء اندفاع النساء للعمل في الخدمة المنزلية، وأهمها الفقر وانخفاض مستوى التحصيل العلمي ومستوى التأهيل المهني مما يجعلهن يتجهن إلي خلق فرص تشغيل ذاتي ضمن قطاع غير منظم وفقاً لقدراتهن ومهاراتهن المتدنية. وتتعرض النساء العاملات في الخدمة المنزلية لمختلف أشکال الاستغلال وسوء المعاملة، کحرمـانهن مـن فترات الراحة أو الإجـازات، وعدم دفع أجورهن أو اقتطاعها, وتتعرض بعضهن للضرب والتحرش بهن. ويؤثر العمل في الخدمة المنزلية على إحداث مشکلات متعددة لعاملات المنازل في عدة جوانب اجتماعية ونفسية وصحية.