أجريت هذه الدراسة بهدف اختبار نموذج سببي للعلاقة بين تطبيق إستراتيجية إدارة المواهب البشرية و الإنتماء التنظيمي (کمتغير وسيط لتلک العلاقة) و أثرهما على أداء المنظمات ، إضافة إلى التعرف على مستوى تطبيق تکنولوجيا إدارة المواهب في قطاع الأغذية و المشروبات و التأکد من الأثر الذي يمکن أن تحققه في الإنتماء التنظيمي للعاملين في هذا القطاع  وبالتالي تحقيق العديد من المزايا على المدى الطويل والقصير للقدرة التنافسية و تحسين أداء هذا القطاع. اعتمدت الباحثة في منهجية الدارسة الميدانية على مرحلتين رئيسيتين، هما: مرحلة البحث الوصفي
و التي تهدف إلى توضيح بعض المفاهيم والتعرف على ما توصل إليه الآخرون من خلال الدارسات السابقة ومراجعة الدارسات النظرية ، أما المرحلة الثانية فهي ذات طبيعة تفسيرية توضح العلاقة بين المتغيرات المستقلة والوسيطة والتابعة واستنتاج العلاقات السببية بينهما من خلال طرح قائمة استقصاء لاختبار الفروض
و استخلاص النتائج. و تکون مجتمع الدراسة من العاملين بالشرکات المکونة لقطاع الأغذية و المشروبات، ونظراً لکبر حجم مجتمع الدراسة اقتصرت عينة الدراسة على ثلاث شرکات من الشرکات المقيدة بالبورصة المصرية في قطاع الأغذية
و المشروبات. أظهرت نتائج البحث ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴـﺔ آراء ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ في حاجة إلي إدراک أهمية تطبيق عناصر إدارة المواهب في تحقيق الإنتماء التنظيمي. کما لوحظ وجود فروق معنوية بين آراء المستقصي منهم حول أهمية تطبيق إستراتيجية إدارة المواهب البشرية و الإنتماء التنظيمي و أثرهما على أداء المنظمات. أکدت النتائج أيضا على وجود علاقات ارتباط معنوية بين کل من تطبيق إستراتيجية إدارة المواهب البشرية و مستوى الإنتماء التنظيمي و بين أداء المنظمات. و أوضحت النتائج أن هناک تأثير ايجابي لمتغير الإنتماء التنظيمي کمتغير معدل على العلاقة التأثيرية بين کل من  تطبيق إستراتيجية إدارة المواهب البشرية و أداء المنظمات. و قد أوصت الدراسة على ضرورة بذل المنظمات جهوداً استثنائية نحو بناء استراتيجيات مواهب فعالة وشاملة العاملين وبالشکل الذي يضمن اندماج أو استغراق جذب الموهبة، فضلاً عن الاحتفاظ بالمهارات الأساسية التي ترفع الإنتاجية وأداء الأعمال، مع ضرورة تطوير مهارات عمال المنظمة الحاليين أکثر من الترکيز على توظيف عمال جدد، و العمل على سرعة تنفيذ علاج فاعل للمشکلات التي تواجه أعضاء المنظمة والتي تؤثر على أدائهم. وتعزيز الإنتماء التنظيمي لديهم.