يعيش العالم العربي في بيئة متسارعة التغيير ، تتسم بدرجة عالية من التعقيد، تحکمها عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية وتکنولوجية وثقافية متغيرة تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ، وبخاصة بعد ثورات الربيع العربي وماتبعته هذه الثورات من خسائر بشرية واقتصادية جعلت الفرص المتاحة في هذه البيئة تتغير بالکامل،  لذلک فإن حاجة الشباب للتغيير أصبحت في وقتنا هذا ملحة أکثر من أي وقت مضى. وتحتم عليه القدرة على التکيف والتأقلم مع البيئة الداخلية والخارجية التى يعيش فيها حتى يضمن الاستمرار والنمو والبقاء. وقد يتطلب هذا التغيير تغيير على مستوى المبادئ والقيم والسلوک دون أن يتصادم التغيير مع التقاليد والمعتقدات السائدة في المجتمع، وتغيير للطموحات والأحلام بتغيير المهارات والقدرات وتنمية الإبداع، وذلک حتى لايواجه هذا التغيير قوى ذات سلطة دينية وسياسية واجتماعية تکبت طموح الشباب وشغفهم للتغيير .                                               والتخطيط الاستراتيجي نشاط منظم وشامل يرکزعلى تفسير وفهم المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية المحيطة بنا ويعمل على وضع السياسات الملائمة للتعامل معها ، کما يهدف إلى وضع أهداف وغايات واضحة والعمل على تحقيقها في إطار فترة زمنية محددة وفي ظل الموارد البشرية والمالية الممکنة حتى تتحقق الأهداف المستقبلية المرجوة، وذلک استعداد لمواجهة رياح التغيير القادمة.     (خبراء بيمک، 2002:ص21)(1)                                                   لذا جاء هذا البحث ليبحث العلاقة بين تطبيق التخطيط الاستراتيجي وأثره على ثقافة التغيير لدى الشباب العربي . وبوجه خاص شباب جامعة عين شمس من معاونى أعضاء هيئة التدريس حيث أن التخطيط الإستراتيجى هو المدخل الصحيح لتحقيق الأهداف .