تحتل السياحة أهمية کبرى في الاقتصاد العالمي حيث أصبحت الصناعة الأولي في العالم بکونها نشاطاً اقتصادياً ورئيسياً متغلغلاً في کثير من القطاعات الاقتصادية بأعتبارها قطاعاً أنتاجياً يکتسب أهمية کبيرة (1)، وبالنظر إلي الفوائد الاقتصادية الناتجة عن النشاط السياحي والتي دفعت العديد من الدول إلي الأهتمام بهذا النشاط يأتي في المقدمة ما ينتج عن هذا النشاط من زيادة حصيلة الدولة السياحية من العملات الاجنبية، المساهمة في زيادة الدخل القومي حيث أن الدخل السياحي يؤدى إلي زيادة الإنفاق الاستهلاکي للمنشآت السياحية والعاملين فيها، وغيرها من المشروعات، بالاضافة إلي العلاقات المتشابکة وخلق فرص جديدة للعمالة في مختلف القطاعات الاقتصادية (2) ، بأعتبارها وسيلة فعالة لإمتصاص البطالة لانها نشاط يعتمد بالدرجة الأولي علي الأيدى العاملة مما جعل کثير من الدول تولي اهتماماً خاصاً لهذا القطاع (3) ومع تعظيم دخول الأفراد والتوسع في اقامة مناطق وتجمعات عمرانية جديدة قائمة علي خدمة النشاط السياحي الأمر الذى يؤدى إلي رفع معدلات النمو الاقتصادى.
ومن الأمور المتعارف عليها لأن النشاط السياحي يعد نشاطاً مؤثراً في جميع قطاعات الدولة فالإنفاق السياحي لأفضل مقياس للطلب السياحي ويساهم بلا شک في زيادة الطلب علي کافة السلع والخدمات التي تمثل أساساً لإشباع حاجات و رغبات السائحين، کما أن هذا الإنفاق يساهم أيضاَ في زيادة الطلب علي السلع والخدمات الخاصة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى التي يرتبط نشاطها أرتباطاً وثيقاً بالقطاع السياحي مثل القطاع الزراعي والقطاع الصناعي وقطاع الخدمات العامة.
ويستخدم تحليل المضاعف في تقدير أثر الانفاق السياحي علي اقتصاد الدولة المضيفة ويعرف بأنه مقدار التغير في الدخل داخل البلد المضيف نتيجة تغير الإنفاق السياحي بمقدار وحدة نقدية واحدة ، وتقوم الفکرة الاساسية للمضاعف علي أن المبلغ الذى يدخل قطاع السياحة يدور في حرکة الاقتصاد القومي دورات تتعدد حسب قوة هذا الاقتصاد ويکون أثرها أکبر من قيمة المبلغ الأصلي، کما يتولد عن الإنفاق السياحي أثراً اقتصادياً أخر متمثلاً في الأجور والمکافآت، وکذلک في حصيلة ودخل الخزانة العامة للدولة نتيجة الضرائب ، ورسوم التأشيرات، ورسوم تجديدها، وکذلک في حصيلة الأرباح التجارية والصناعية التي يحققها الممولون المشتغلون بالمهن والأعمال المتصلة بصناعة السياحة بالإضافة إلي الرسوم المفروضة علي البضائع والخدمات المستوردة (4).
وترتيباً علي ما سبق يتضح أن للسياحة لها دور فعال في الاقتصاد القومي حيث تساهم بشکل کبير في تحقيق التوازن المنشود لميزان المدفوعات إلا أنها في ذات الوقت تزيد من حصيلة الدولة من العملات الاجنبية.