أن المجتمع الريفى عبارة عن مجموعة من السكان الريفيين الذين يقيمون فى منطقة جغرافية محددة ، ونشأت بينهم علاقات إنسانية متبادلة ، وترتب على هذه العلاقات وجود جماعات ومنظمات ومؤسسات إجتماعية ، وأصبح لهم بحكم الجيرة المكانية والروابط الإنسانية عادات وتقاليد وقيم وعقائد وأمانى وأهداف مشتركة ، وان أهم ما يميز المجتمع الريفى من خصائص البساطة ، والإرتباط بالطبيعة ، وقوة العلاقات بين أفراده ، والشعور الجمعى ، والمحافظة على القديم ، والكرم والشهامة . ولعل من أهم الخصائص التى إتصف بها ريفنا المصرى من قديم الزمان على الرغم من قسوة الحياة ومرارتها أنه متماسك إجتماعياً ، وقد تجلت صور هذا التماسك فى علاقات الود والتعاون والمساعدة لبعضهم البعض حيث كانت القرية بمثابة أسرة واحدة تفرح لفرح الآخرين ، وتحزن لحزنهم ، ولكن اليوم وبعد التغيرات السريعة والمتلاحقة التى أصابت المجتمع المصرى عامة والريفى خاصةً وأفرزت أشكال جديدة من العلاقات الإجتماعية اساسها المنفعة المادية والمصالح المتبادلة ، وظهرت كذلك أشكال جديدة من المشكلات المجتمعية والتى لم تكن موجودة من قبل زادت الأمر تعقيداً ، ويتوقع ان يكون لها تأثيرها على على التماسك الإجتماعى بين الريفيين إضافة إلى الكثير من العوامل الأخرى .          وقد تحددت أهداف الدراسة فى تحديد مستوى التماسك الإجتماعى بين الريفيين فى منطقة البحث ، وتحديد مستوى إدارك الريفيين للمشكلات الإجتماعية والإقتصادية والخدمية بمجتمعهم المحلى ، وكذا التعرف على معنوية العلاقة بين درجة التماسك الإجتماعى للريفيين وبعض المتغيرات المستقلة ، وتحديد درجة إسهام المتغيرات المستقلة المدروسة فى تفسير التباين الكلى بين الريفيين فى درجة تماسكهم الإجتماعى ، وأخيراً التعرف على آراء المبحوثين فيما يتعلق بأسباب تغير العلاقات الإجتماعية بين الريفيين فى الوقت الحالى . وقد تركزت أهم نتائج الدراسة فى وجود خمس متغيرات مستقلة تسهم مجتمعة بنسبة 33 % فى تفسير التباين الكلى بين الريفيين من حيث درجة تماسكهم الإجتماعى ، وهذه المتغيرات هى : القيادية ، إدراك المشكلات الإقتصادية ، الطموح الشخصى ، حجم الحيازة الزراعية ، الإنفتاح الثقافى ، بمعنى أن ما يقرب من ثلث التباين بين الريفيين من حيث درجة تماسكهم الإجتماعى يرجع إلى هذه المتغيرات الخمس مجتمعة .