تعد النباتات الطبية والعطرية مصدراً هاماً فى توفير المادة الخام لكثير من الصناعات مثل الصناعات الغذائية والأدوية ومستحضرات التجميل ، فضلاً عن أهمية الدور الذى تقوم به الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية فى توفير العملات الأجنبية ودفع سياسة التنمية الشاملة بالدولة ، حيث ساهمت بنحو 7.6% من متوسط إجمالى قيمة الصادرات الزراعية خلال الفترة (1980-1996)  إلا أنه تلاحظ تذبذب المساحات المزروعة بتلك النباتات ، الأمر الذى قد يؤثر على كل من الكميات المعروضة والأسعار مما يترتب على ذلك فقدان بعض الأسواق العالمية وبالتالى انخفاض حصيلة الدولة من العملات الأجنبية ، الأمر الذى يعرقل سياسة التنمية الشاملة . هذا ما دفع إلى إجراء هذا البحث ، حتى يمكن التعرف على أهم العوامل المؤثرة على إنتاج أهم النباتات الطبية والعطرية وكذا التعرف على أهم المشاكل التى تعوق إنتاج تلك المحاصيل . ولقد توصل البحث إلى أن كل من المساحة المزروعة والإنتاجية الفدانية والإنتاج الكلى لأهم النباتات الطبية والعطرية بعينة البحث ( العطر - الشيح - النعناع ) قد تراوحت بين الزيادة والنقصان من عام إلى آخر خلال الفترة ( 1983-1998) . هذا وقد تم تقدير دالات الإنتاج والتكاليف المزرعية من بيانات العينة الميدانية التى سحبت مفرداتها من بين مزارعى محاصيل ( العطر- الشيح - النعناع) بمحافظة بنى سويف عام 1998 ، إن دالات الإنتاج المزرعية المقدرة لزيت العطر على مستوى المراكز المختارة عشوائياً ، كانت معنوية عند مستوى 0.01 ، أما عن المرونة الإنتاجية المقدرة للعناصر الإنتاجية المستقلة من تلك الدالات فقد عكست على مستوى مركزى بنى سويف وناصر علاقة العائد المتناقص للغلة ، فى حين عكست علاقة العائد المتزايد للغلة على مستوى مركز الواسطى . وفيما يتعلق بدالات الإنتاج المزرعية لمحصول الشيح والمقدرة على مستوى بنى سويف ومركز سمسطا ومركز ببا فقد كانت معنوية عند مستوى 0.01 ، وأما عن المرونات الإنتاجية لمحصول الشيح على مستوى محافظة بنى سويف ومركزى سمسطا وببا فقد عكست علاقة العائد المتناقص للغلة ، إلا أن مرونة عنصرى المبيدات والسماد الفوسفاتى كانت سالبة ، مما يعنى أن زارعى هذا المحصول قد تجاوزوا الاستخدام الإقتصادى لهذين الموردين . وبالنسبة لدالات الإنتاج لمحصول النعناع على مستوى مراكز العينة المختارة ، فقد جاءت معنوية عند مستوى 0.01 أما عن المرونات الإنتاجية المقدرة على مستوى محافظة بنى سويف فقد عكست علاقة العائد المتناقص للغلة ، بينما على مستوى قرية أبو مليح (مركز سمسطا ) فقد عكست علاقة العائد المتزايد للغلة فى حين لم تتفق الدالة الإنتاجية المقدرة لنفس المحصول على مستوى قرية بدهل مع المنطق الاقتصادى . كما أوضحت نتائج المشتقات الاقتصادية لدالة التكاليف لمحصول الشيح على مستوى محافظة بنى سويف أن حجم الإنتاج الأمثل والحجم المعظم للعائد قد بلغ نحو 7.64 ، 13.85 طناً ، وقد جاءت المشتقات الاقتصادية لمحصول النعناع على مستوى محافظة بنى سويف أن حجم الإنتاج الأمثل والحجم المعظم للعائد قد بلغ نحو 12.6 ، 87.8 طناً . وأوضحت نتائج الاستبيان أن أهم المشاكل التى تواجه منتجى هذه النباتات فى محافظة بنى سويف خاصة والجمهورية بصفة عامة:- - غياب الدور الذى تقوم به المراكز البحثية المتخصصة فى مجال إكثار وتربية واستنباط الأصناف الجديدة من هذه النباتات . - عدم توافر الأيدى العاملة المهرة . - سوء استخدام الأسمدة الكيماوية مما يؤدى إلى زيادة التكاليف وانخفاض إنتاجية الفدان وبالتالى العائد الكلى منه . - عدم وجود المرشدين الزراعيين المتخصصين فى هذا المجال . وعلى ذلك فإن محصلة المشاكل السابقة ، ارتفاع تكاليف هذه النباتات مع ضعف الإمكانيات التمويلية لمزارعيها ، مما يؤدى إلى خروج بعض منتجيها من العملية الزراعية.