في ظل التغيرات والصراعات الاقتصادية التي تشهدها الساحة الدولية نحو التوجه إلى إنشاء کيانات اقتصادية بين الدول، شهد القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرون نمطا جديدا من التعاملات الاقتصادية الدولية، تتمثل في ظهور ما يسمى بالتکتلات الاقتصادية حيث تتجه الکثير من دول العالم نحو زيادة الاتجاه لتشکيل کيانات اقتصادية کبيرة ومتکاملة، ويعتبر هذا الاتجاه من أهم الظواهر التي تساهم في تشکيل النظام الاقتصادي العالمي الجديد، وتتلخص مشکلة البحث في محورين الأول منها تزايد العجز في الميزان التجاري والزراعي المصري والمحور الثاني وجود تباين کبير في توزيع الصادرات والواردات الزراعية المصرية علي مستوي التکتلات مما أدى إلى انخفاض الأهمية النسبية للصادرات الزراعية المصرية إلي الصادرات الزراعية العالمية. ويهدف البحث إلى تحليل هيکل التجارة الزراعية من خلال دراسة الطلب علي الخضر المصرية لأهم التکتلات الاقتصادية العالمية وتحديد أسباب العجز في الميزان التجاري والزراعي خلال الفترة (2004-2018) وإمکانية اختراق أسواق جديدة مستقبلا وتحسين الوضع التنافسي لمحاصيل الخضر. لمواجهة التغيرات الحادثة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة. وقد تبين من نتائج التقدير الإحصائي لمرونة الطلب، أن الطلب على محاصيل الخضر المصرية يعد طلباً مرناً في أسواق کل من الاتحاد الأوروبي و اتحاد الآسيان ، وهو ما يتفق مع النتائج المستخلصة من معدلات نمو الطلب والصادرات ، حيث تتسم هذه التکتلات بزيادة الحصة السوقية للصادرات المصرية داخل أسواق تتميز بارتفاع معدلات نمو الطلب فيها ، أما بالنسبة لاتحاد الکوميسا واتحاد البريکس فالطلب على محاصيل الخضر المصرية يعد طلباً غير مرن ، وهذا أيضاً ما يتفق مع الواقع التصديري حيث يشير إلى استقرار الصادرات المصرية الموجهة إلى هذا السوق ، مما يؤکد عدم أهمية خفض سعر التصدير للخضر لزيادة النصيب السوقي للصادرات المصرية  في هذا السوق، بل يتطلب الأمر الاهتمام بمواصفات الجودة، ومواعيد التصدير وذلک لتحسن الحصة السوقية للصادرات المصرية داخل هذا السوق في السنوات القادمة .