تعتبر تنمية الصادرات المصرية من أهم التحديات التى تواجه الإقتصاد المصرى خاصة في ظل الظروف الدولية الراهنة والمستقبلية وظهورالتکتلات الإقتصادية وقيام منظمة التجارة العالمية وتغير شروط التبادل التجارى الدولى حيث تتفوق معايير الميزة التنافسية على معايير الميزة النسبية ، الأمر الذى قد يؤدى إلى تعرض الصادرات الزراعية لتقلبات ومنافسة شديدة فى الأسواق الخارجية خاصة السوق الأوروبى بإعتباره السوق الأول للصادرات المصرية وبالتالى زيادة العجز فى الميزان التجارى. لذلک تهدف الدراسة إلى تحليل تنافسية أهم المحاصيل الزراعية التصديرية المصرية بأهم أسواقها الإستيرادية الأوروبية. واعتمدت الدراسة فى تحقيق أهدافها على أسلوبى التحليل الوصفى والکمى وبعض المؤشرات الإقتصادية لقياس القدرة التنافسية لأهم المحاصيل الزراعية التصديرية ، وتم إختيار محاصيل الأرز ، البطاطس ، البصل ، البرتقال ، والعنب بإعتبارها من أهم المحاصيل التصديرية للأسواق الأوروبية. وإستخدمت الدراسة البيانات الإحصائية الثانوية المتاحة من الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء ومواقع الانترنت: منظمة الأغذية والزراعة والأمم المتحدة.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها: أن الأسواق الأوروبية تستحوذ على النصيب الأکبر من الصادرات الزراعية المصرية حيث يستورد منها نحو 31% عام 2007 , ومن أهم هذه الصادرات الأرز ، البطاطس ، العنب ، البصل ، والبرتقال حيث تمثل مجتمعة نحو 63% من إجمالى قيمة الصادرات الزراعية للأسواق الأوروبية خلال نفس العام. أن أهم العوامل المحددة للطلب على الصادرات المصرية من هذه المحاصيل في أهم أسواقها الاستيرادية الأوروبية خلال الفترة (1994- 2007) بصفة عامة هى سعر التصدير المصرى للمحصول ، أسعار تصدير بعض الدول المنافسة لمصر ، إجمالى الدخل القومى للدولة المستوردة ، وعدد سکان الدولة المستوردة.
وتوضح نتائج تقديرمؤشرات التنافسية وجود ميزة نسبية ظاهرية لمصر فى تصدير الأرز ، البطاطس ، البصل ، البرتقال ، والعنب خلال الفترة (1994- 2007) ، عدا محصول العنب للسنوات من 1994 إلى 2003. کذلک تمتع الصادرات المصرية من المحاصيل المذکورة بميزة تنافسية سعرية إذ ما قورنت بالدول الآتية: إيطاليا فقط فى حالة محصول الأرز ، إيطاليا وهولندا لمحصول البطاطس ، أمريکا وفرنسا والصين لمحصول البصل ، أسبانيا وجنوب أفريقيا لمحصول البرتقال ، والمغرب وأسبانيا فى حالة العنب مما يعکس مسئولية السعر وعوامل أخرى عن تقلب الصادرات المصرية من هذه المحاصيل داخل الأسواق الأوروبية وتتمثل فى الجودة والشروط التى وضعها الإتحاد الأوروبى للإستيراد من الدول الأخرى.
وتشير نتائج مؤشر النصيب السوقى إلى تمتع صادرات الأرز المصرى بنصيب سوقى مرتفع فى السوق الترکى ومنخفض فى السوق البلجيکى والأسبانى ، وبالنسبة للصادرات من البطاطس جاء النصيب السوقى لها مرتفعاً فى السوق اليونانى ومتوسطاً فى السوق الإيطالى والألمانى ، کما جاء النصيب السوقى للبصل مناسباً فى أهم أسواقه وهى ألمانيا وهولندا وبلجيکا ، بينما إتضح ضآلة النصيب السوقى للصادرات من کل من البرتقال فى أسواق هولندا وأيرلندا ومن العنب فى أسواق المملکة المتحدة وهولندا ، مما يعکس ضرورة تنمية الصادرات المصرية من البرتقال والعنب بهذه الأسواق وزيادة النصيب السوقى لها. وأظهرت نتائج مؤشر معدل إختراق الأسواق ضآلة قيم هذا المؤشر للمحاصيل موضوع الدراسة بأهم أسواقها الإستيرادية الأوروبية بصفة عامة ، الأمر الذى يعکس المنافسة الشديدة التى تواجهها الصادرات الزراعية المصرية وکذلک التقلبات التى تتعرض لها حيث بين معامل عدم الاستقرار بصفة عامة عدم استقرارکل من کمية وقيمة الصادرات المصرية من المحاصيل موضوع الدراسة خلال الفترة (1994-2007).
وتوصى الدراسة بعدة مقترحات لزيادة القدرة التنافسية للصادرات من المحاصيل الزراعية موضوع الدراسة فى الأسواق الأوروبية: دراسة الأسواق الخارجية المستوردة من حيث الإحتياجات ومواصفات الجودة وخاصة للبطاطس فى السوق الايطالى والألمانى. المحافظة على الأسواق الإستيرادية الأوروبية من حيث طاقتها الإستيرادية ونصيبها السوقى خاصة السوق الترکى لمحصول الأرز، السوق اليونانى لمحصول البطاطس ، والسوق الألمانى والهولندى والبلجيکى للبصل. زيادة الصادرات المصرية من الأرز فى السوق الأسبانى والبلجيکى والبرتقال فى السوق الهولندى والأيرلندى والعنب فى السوق الهولندى والمملکة المتحدة من خلال السياسات الإنتاجية والتسويقية بما يحقق زيادة حصيلة الصادرات وتحسن الميزان التجارى الزراعى.