استهدف هذا البحث بصفة أساسية الوقوف على بعض المشکلات التي تواجه کبار السن بريف محافظة کفر الشيخ، وترتيبها وفق أهميتها النسبية من أجل تحديد أولويات مواجهتها والتصدي لها، وبالتالي تحسين أوضاع کبار السن بالريف في هذه المناحي. وقد نظرت الدراسة إلي المشکلات التي تواجه کبار السن کمفهوم متعدد المحاور يتکون من ثمان محاور تمثلت في : المشکلات الصحية، والاقتصادية، والنفسية، والاتجاهات السلبية لأفراد المجتمع تجاه کبار السن، وتفکک العلاقات الاجتماعية في محيط الأسرة والأصدقاء، والمشکلات الدينية، ومشکلات التقاعد وتقلص منظومة المکانة الاجتماعية، ومشکلة قضاء وقت الفراغ. وانطوت شاملة الدراسة على جميع کبار السن في ريف المحافظة، وتم اختيار أربع قري عشوائياً تمثل النشاطات الاقتصادية الزراعية والحرفية والصيدية والخدمية السائدة بالمحافظة. وتم اختيار عينة عشوائية منتظمة قوامها 245 مفرده تمثل هذه الأنشطة الأربعة، وتم استيفاء البيانات من خلال الاستبيان بالمقابلة الشخصية. واستخدمت بعض الاختبارات والأساليب الإحصائية لتحليل بيانات هذه الدراسة.
وتوضح النتائج التي ترسم صورة واقعية للأوضاع الراهنة لکبار السن أن 64.1 ٪ من إجمالي العينة في المرحلة المبکرة للشيخوخة؛ 75.9 ٪ من الأميين. وأن ما يقرب من 66 ٪ متزوجون، و 89.2٪ منهم لا يعملون، وما يقرب من 54٪ من المسنين يعيشون مع الطرف الآخر فى العلاقة الزواجية (زوج أو زوجة) ومع الأبناء، کما أن 51.8٪ من إجمالي العينة يعيشون في أسر بسيطة. کما أظهرت النتائج أن جميع کبار السن يعانون من المشاکل الثماني المدروسة بصفة عامة ولکن بدرجات متفاوتة, والتي أمکن ترتيبها وفق الأهمية النسبية لکل منها کالآتي : المشکلة الاقتصادية في المرتبة الأولي بمتوسط درجات مرجحة بلغ (3.72) درجة، وکانت أهم مشکلة داخل هذه الفئة ارتفاع أسعار السلع الغذائية وعدم توافرها في کثير من الأحيان بالقرية، تليها المشاکل الصحية (3.68)، ثم مشکلة تفکک العلاقات الاجتماعية مع أفراد الأسرة والأصدقاء (3.62), فالمشاکل النفسية والمواقف السلبية تجاه کبار السن (3.61)، ومشاکل قضاء وقت الفراغ (3.43)، ومشاکل التقاعد وتقلص منظومة المکانة الاجتماعية (3.40)، وأخيرا المشاکل الدينية (3.37)على الترتيب.