تعتبر المنتجات الحيوانية المصدر الأهم للبروتين على مستوى کافة دول العالم ، ألا أن عدم وفرة تلک المنتجات لأسباب کثيرة قد أدى إلى الاعتماد على مصادر البروتين النباتى لاستکمال أو تعويض النقص الکائن فى الغذاء اليومى من البروتين الذى لم يصل بعد إلى الحد الوقائى منه والذى يتراوح بين 28- 32 جرام يوميا . وتعتبر البقوليات بشتى أنواعها واحدة من المصادر التى يمکن أن يعول عليها فى هذا الشأن ، وبطبيعة الحال فان الفول البلدى الذى يحتوى على ما يتراوح بين 28% ـ 30% بروتينا ، ونحو 50% کربوهيدرات يعتبر واحدا من أهم هذه المجموعة بصفة عامه والأول من بينها فى جمهورية مصر العربية.             وتتلخص مشکلة الدراسة فى تراجع المساحة المزروعة بالفول مما أدى إلى تناقص الإنتاج  الکلى منه إلى المستوى الذى لم يمکن الدولة من الوفاء بالمتطلبات السکانية ، والذى قد يرجعه الباحثان إلى أسباب کثيرة قد يکون من بينها- ما لم يکن أهمها : استمرار تزايد التکاليف الانتاجية لأسباب کثيرة ، مما انعکس على انخفاض کل من العائد الکلى والصافى من المحصول مقارنا بنظيره لبقية المحاصيل الشتوية ، بالإضافة إلى تزايد کل من حدة التنافس الدائم بين الإنسان والحيوان على هذا المحصول ، والأهمية النسبية لمحصولى القمح بالنسبة للمواطن المصرى عامة و والبرسيم بالنسبة لملاک الحيوانات المز رعيه خاصة ، بالإضافة إلى غير ذلک من الأسباب ،  مما کان سببا فى لجوء الدولة إلى الاستيراد من الدول الأخرى ، فى الوقت التى هى فيه فى أمس الحاجة إلى زيادة ما لديها من النقد الأجنبى خاصة بعد تدهور ما لديها منه بعد ثورة يناير، ولذا فان هذه الدراسة  تستهدف مناقشة ودراسة کل من الملامح الفيزيقية والقيمية للمتغيرات المتعلقة بإنتاج وتکاليف محصول الفول ، بالإضافة إلى تقدير دالة التکاليف الانتاجية وصولا إلى تقرير ما إذا کان منتجوا هذا المحصول قد تجاوزوا ، أو لم يصلوا بعد إلى المستوى المحقق للکفاءة الاقتصادية والآثار المترتبة على ذلک حتى يمکن الوفاء بالمتطلبات السکانية من هذا المحصول.. وقد استخدمت هذه الدراسة طريقتى التحليل الوصفى والکمى عند دراسة وتقدير وتحليل الاتجاهات العامة لکل من العناصر المتعلقة بالإنتاج والتکاليف الانتاجية وأهم عناصرها وکذا دالات تکاليف إنتاج الفدان من هذا المحصول والمشتقات الاقتصادية لها وصولا إلى تحقيق الغاية منها. وقد اعتمدت هذه الدراسة على البيانات الثانوية التى تصدرها الجهات الرسمية فى الدولة ولقد توصلت هذه الدراسة إلى أن کلا من المساحة المزروعة بالفول والإنتاج الکلى من هذا المحصول خلال الفترة موضوع الدراسة يتناقص سنويا بما يقدر بحوالى 8.688 ألف فدان و33.07 ألف أردب  بصفة مؤکده إحصائيا عند مستوى 1% للمساحة فقط ، برغم التزايد المؤکد إحصائيا للإنتاجية الفدانية بما يقدر بحوالى 0.14 اردبا ، وکذا تزايد کافة المتغيرات القيمية ذات الصلة بالدخل المزرعى مثل السعر المزرعى والإيراد الکلى وصافى العائد المزرعى الفدانى، وعلى الجانب الآخر فقد توصلت الدراسة إلى تزايد جميع عناصر التکاليف الانتاجية ، وبالتالى تکاليف إنتاج هذا المحصول بصفة مؤکده احصائيا ، مما قد يؤثر سلبا على التوسع أو الاستمرار فى إنتاج هذا المحصول ، کما توصلت الدراسة إلى أن منتجى هذا المحصول لم يصلوا بعد بالإنتاجية الفدانية إلى المستوى المحقق للاستغلال الأمثل من ناحية والمعظم للدخل من ناحية أخرى بصفة مؤکده إحصائيا ، وترتيبا عليه وبفرض بقاء کل من المساحة المزروعة والتکاليف والأسعار عند أوساطها المقدرة فى هذه الدراسة فان ذلک يؤدى إلى النتائج التالية : - - إن مقدار الفقد فى الإنتاج الکلى من هذا المحصول يقدر بما يتراوح بين 365.982 ، 739.396 ألف اردب سنويا ، ومثل هذا يعتبر هدرا إنتاجيا غير مرغوب فيه . - إن مقدار الفقد فى الإنتاج الکلى يعادل إنتاج مساحة تتراوح بين 45.577 ، 92.079 ألف فدان تقريبا ، وأن هذا الفقد يمثل هدرا للموارد الأرضية ومثل هذا الأمر غير مرغوب فيه . - إن مقدار الفقد فى الإنتاج الکلى يقلل من فرص تحقيق الاکتفاء الذاتى من هذا المحصول . - إن قيمة الناتج القومى المصرى تقل بما يتراوح بين 101.926 ، 205.922 مليون جنيه سنويا . - إن هذا الفقد يؤدى إلى تزايد کل من الاعتماد على الدول الأجنبية فى الوفاء بالمتطلبات السکانية ، وبالتالى تزايد کل من حجم التجارة الخارجية ،  والعبء على الموازنة العامة للدولة .     - إن الإيراد الفدانى  الحالى يقل بما يتراوح بين 281.28 ، 775.9 جنيها . - إن صافى العائد الفدانى يقل بما يتراوح بين 826.32 ، 1320.94 جنيها . وفى ضوء ما سبق فقد أوصت الدراسة بما يلى : - زيادة الاهتمام بالدراسات المتعلقة بتربية واستنباط الأصناف الجديدة ذات الانتاجية العالية والمقاومة للأمراض ، وکذا العمل على نشر زراعتها و زيادة الوعى الأرشادى بطرق إنتاج  ومقاومة الأمراض التى تصيب هذه المحصول . - التوسع فى زراعة المحصول فى الأراضى الجديدة ، مما يؤدى إلى تحسين خواصها الانتاجية وزيادة کل من الإنتاج الکلى ونسبة الاستکفاء الذاتى من هذا المحصول . - الحد من ارتفاع تکلفة استخدام العناصر الانتاجية ، وخاصة تکلفة العمل البشرى التى تمثل أهمية کبيرة فى التکاليف الکلية . - العمل بکافة السبل على الوصول إلى الحجوم الانتاجية المحققة للاستغلال الأمثل للعناصر الانتاجية المستخدمة فى إنتاج هذا المحصول ، مما يساعد على الارتقاء بنسبة الاستکفاء الذاتى و تقليل الاعتماد على الدول الأجنبية إلى أدنى مستوى ممکن . - الإقلال من تغذية الحيوانات على الفول واستبداله بغيره من الأعلاف المرکزة الأخرى مما يقلل من  حدة المنافسة بين الإنسان والحيوان على هذا المحصول .