تمثل بحيرة البردويل احد اهم المصادر الانتاجية للثروة السمکية المصرية والتي تذخر بأجود انواع الاسماک ذات الطلب على المستويين المحلى والعالمي . وهذا النوع من الانتاج ينبع من الطبيعة الخصبة لهذة البحيرة وبعدها عن کافة اشکال التلوث ، الى جانب الاهتمام المستمر من قبل الهيئة العامة لتنمية الثروة السمکية والمتمثل فى وضع خصوصية لإدارتها وفقا لمنهج الادارة البيو- إقتصادية وذلک بهدف تحقيق اقصى انتاج مستمر( MSY ) ويتمثل ذلک بتحديد عدد المراکب العاملة لضمان اقل جهد للصيد ، ووضع قيود على شباک الصيد لحماية صغار الاسماک ، وتحديد فترة لغلق البحيرة لمدة ثلاث شهور بهدف اتاحة الفرصة لتکاثر ونمو الاسماک ،بجانب وضع قيود على طاقة القدرة الميکانيکة لمحرک المرکب للحد من التلوث الحرارى والضوضائى والبترولي.   وعلى الرغم من الاهتمام الدائم بهذا المصيد الطبيعي الا انة يعاني من تغيرات في الطاقة الانتاجية السمکية ،الي جانب تغير في طبيعة الترکيب الصنفي داخل البحيرة وتزايد انتاج الاصناف القشرية على حساب الاسماک الفاخرة کالدنيس والقاروص والموسي.الامر الذي يستدعي ضرورة دراسة هذا التغير وتتبع اسبابة للحفاظ على جودة الانتاج من بحيرة البردويل. أوضحت نتائج الدراسة أن  متوسط الطاقة الإنتاجية للمصايد المصرية من الأسماک بلغت حوالي 906.7 ألف طن وذلک خلال متوسط الفترة (2000-2009)، ساهمت المزارع السمکية باعلي انتاجية تمثل نحو 54.8% ، في حين ساهمت البحيرات ، البحار ، النيل وفروعة ، حقول الارز بنحو 18.6%، 13.8%، 10.9%، 2% على الترتيب . کما تشير النتائج الى الثبات النسبي لإنتاج البحار وحقول الارز  الأمر الذى يشير إلي عدم استغلال مناطق جديدة للصيد داخل البحار إلي جانب ثبات مساحة حقول الارز. ومن خلال دراسة تطور الانتاج السمکى حسب الترکيب الصنفي داخل بحيرة البردويل خلال الفترة (1990-2009) فقد بلغ متوسط الانتاج السنوي لبحيرة البردويل حوالي 2912 طن ، ساهمت فيها اسماک العائلة البورية باعلي انتاجية ، تمثل نحو 31.8% ، في حين ساهم انتاج الجمبري ، الکابوريا ، الدنيس ،سمک موسى ،الاصناف السمکية الاخرى ،القاروص ، والوقارواللوت بنحو 24.1% ،22% ،10.1% ،5.2% ،4.5% ،1.9% ،0.5% على الترتيب .الامر الذي يشير الى ضرورة دراسة هذا التغير البيولوجي فى الترکيب الصنفي لأسماک البردويل بصفة عامة والاهتمام بسبل استدامة وزيادة انتاج البحيرة من الاسماک الفاخرة کالدنيس والقاروص وسمک موسي بصفة خاصة. وفيما يختص بدراسة تطـور حجم وقيمة الانتاج السمکى وعدد ايام الصيد ببحيرة البردويل خلال  الفترة (1990-2009) فقد تبين أن هناک فرق بين الکمية المنتجة من الأسماک وبين الکمية المباعة ويرجع هذا الفرق الى ما يسمى بالصيد المعيشي للصياد وأسرته ويطلق عليه الصيادين ( الغموس) ،وقد بلغ متوسط النسبة المئوية لکمية الأسماک المباعة نحو 81.9 ٪ . کما بلغ متوسط سعر للکيلوجرام المصيد حوالي 11 جنيه . وقد قدرت القيمة النقدية للإنتاج المباع من بحيرة البردويل خلال نفس الفترة سالفة الذکر حوالي 30.2 مليون جنيه ، في حين بلغ متوسط عدد أيام الصيد بالبحيرة 169 يوم أي أن متوسط الدخل اليومي للبحيرة في موسم الصيد بلغ حوالي 178.9 ألف جنيه. وبدراسة التقلبات الموسمية الشهرية للانتاج السمکي داخل بحيرة البردويل خلال الفترة (2004-2009) فقد تبين أن الطاقة الانتاجية السمکية داخل بحيرة البردويل تنخفض عن المتوسط العام في شهور يوليو ، أغسطس، ستمبر ، أکتوبر ، نوفمبر ، وديسمبر حيث بلغت قيمة الدليل الموسمي حوالي 64.5% ،61.3% ،72.2% ،90.1% ،96% ،46.8% على الترتيب . وهذا يعني ان المقادير الفعلية للإنتاج السمکي من بحيرة البردويل تنقص بنحو 35.5% ،38.7% ، 27.8% ،9.9% ، 4% ،53.2% على الترتيب عن التغيرات المقدرة في الشهور السابقة. کما ترتفع قيمة الدليل الموسمي عن المتوسط العام في شهور ابريل و مايو ويونيو حيث بلغت حوالي 134.6% ، 212.8% ، 121.7% على الترتيب. مما يشير الي أن المقادير الفعلية للانتاج السمکي من بحيرة البردويل تزيد بنحو 34.6% ، 112.8% ، 21.7% عن التقلبات المقدرة في الشهور السابقة على الترتيب . وقد يعزى ذلک الي ارتفاع المخزون السمکي داخل البحيرة بعد فترة الغلق التى تستغرق ثلاث شهور(من شهر يناير الي شهر مارس ) ، الي جانب تحسن الظروف الجوية الملائمة للصيد مما يساعد على زيادة معدل السرحات الشهرية داخل بحيرة البردويل. کما أوضحت الدراسة بعض المشاکل الانتاجية والتسويقية التي تواجه الصيادين ببحيرة البردويل والحلول المقترحة من وجهة نظرهم.