تشير الدراسات إلى أن انخفاض نوعية عناصر البيئة الزراعية في ليبيا عن المستوى الطبيعي راجع إلى الاستعمال الخاطئ للأفراد المنتجين. وحيث أن الإحصائيات الوطنية تبين مساهمة الجنسين في إنتاج الأغذية الزراعية ولکن بدون تحديد أدوار کل منهما، ولأن دور المـرأة في برامج التنميـة المستديمة لا يقل أهميـة عن دور الرجـل الذي عادة ما تتوجه إليه برامج الإرشاد الزراعي دون الإناث، فإن البحث استهدف بصورة رئيسية تحديد دور الريفيات في إنتاج الأغذية الزراعية. اعتمدت منهجية البحث على اختيار عينة عشوائية تتکون من مائة امرأة من نساء منطقة الجميل، ولقد جمعت البيانات من خلال المقابلة الشخصية للمبحوثة وتعبئة استمارة مقابلة. وباستخدام برنامج التحليل الإحصائي (SPSS)، تبين النتائج أن أرباب الأسر المائة يمتلکون مزارع خاصة، ويمارس أقل من ثلثهم الزراعة کنشاط رئيسي، بينما يمارسها الأغلبية منهم کنشاط ثانوي. وبالنسبة لعينة النساء فقد لوحظ أن أکثر من نصف العينة من النساء الشابات اللاتي يقل عمرهن عن 35 سنة. وبالنسبـة للحـالة التعليميـة للنساء فقد تبين أن نسبة الأمية ضئيلة بينهن، وأن قلة من النساء بمستوي تعليم ثانوي وتعليم مهني. وکنشاط ثانوي تمارس أغلبية النساء أنشطة زراعية متنوعة، مثل إعداد المحاصيل للتسويق، إزالة الحشائش، جمع المحصول. کما تساهم النساء في مختلف أنشطة الإنتاج الحيواني مثل تربية الدواجن، رعاية حيوانات الحظائر. ويوصى البحث بضرورة استحداث وحدات لإرشاد المرأة الريفية حيث أن لها دوراً حاسماً في الارتقاء بمستوي المرأة المعرفي الخاص بجميع أدوارها داخل وخارج المسکن، خاصة  فيما يتعلق بالبيئة التي تشهد في ليبيا نوعا من التدهور المستمر والمستنزف للموارد الطبيعية.