لکي تنجح الأسرة في قيامها وأدائها لوظائفها وفي لعب کل فرد من أفرادها دوره في حياتها، ولکي يتم النجاح في تحقيق الأهداف التي على الأسرة الوفاء بها لابد في سبيل ذلک أن يقوم التکامل الأسري بين أفراد الأسرة في کل جانب من جوانب الحياة التي ترتبط بها، لذلک يهدف البحث الحالي إلى دراسة الفروق بين عينة الدراسة الأساسية في کل من العلاقات الأسرية تبعاً لکل من مکان السکن وعمل ومستوى تعليم ربة الأسرة، وتخطيط وتنفيذ وتقييم برنامج إرشادي لتنمية العلاقات الأسرية لدى عينة من ربات الأسر بشبين الکوم.
واشتملت عينة الدراسة الأساسية على (490) من ربات الأسر العاملات وغير العاملات الريفيات والحضريات بمدينة وقرى شبين الکوم بمحافظة المنوفية. وتم اختيار العينة بطريقة صدفية غرضية ومن مستويات اجتماعية اقتصادية مختلفة، ويشترط فيها تواجد الزوج ووجود أکثر من ابن سواء ذکور أو إناث (طفلين على الأقل)، وأن يکون على الأقل اثنين من الأبناء في عمر المرحلة الابتدائية أو أکبر منها. وتم تطبيق البرنامج على عينة الدراسة التجريبية والتي تم اختيارها بطريقة عمدية غرضية لتنفيذ البرنامج الإرشادي وتتمثل في ربات الأسر الريفيات غير العاملات وينتمين إلى مستوى تعليمي منخفض، وبلغ عددهن (31) ربة أسرة بعد استبعاد اثنان من ربات الأسر لعدم التزامهن بحضور جلسات البرنامج کاملة، وکان هناک تجانس بين أفراد العينة في أکثر من خاصية فکلهن ريفيات غير عاملات ذوات مستوى تعليمي منخفض.
وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين ربات الأسر عينة الدراسة الأساسية في الحضر وربات الأسر عينة الدراسة الأساسية في الريف في استبيان العلاقات الأسرية کما تدرکها ربات الأسر عند مستوى دلالة 0.01 لصالح ربات الأسر في الحضرمع وجود تباين دال إحصائياً بين درجات ربات الأسر عينة الدراسة الأساسية في استبيان العلاقات الأسرية کما تدرکها ربات الأسر وفقاً للمستوى التعليمي لربة الأسرة وکان هذا التباين لصالح المستوى التعليمي المرتفع, وأکدت النتائج فاعلية البرنامج الإرشادي المعد لتنمية وعي ربات الأسر بالعلاقات الأسرية الداخلية والخارجية حيث وجدت فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 0,001 بين درجات أفراد العينة التجريبية قبل وبعد تطبيق البرنامج لصالح التطبيق البعدي مما يوضح أهمية البرنامج.
وأوصت الدراسة بعدد من التوصيات منها ضرورة الاستعانة بخريجات إدارة المنزل والمؤسسات لتفعيل دور مراکز رعاية الأسرة ومکاتب التوجيه والاستشارات الأسرية بإعداد دورات تدريبية لزيادة وعي الزوجين بأساليب التعامل والحوار بين الزوجين وحقوق وواجبات کلاً منهما، وکذلک أساليب حل المشکلات الزوجية حتى يتمکن الزوجين من رعاية أبنائهما، مع الترکيز على ربة الأسرة باعتبارها مفتاح العلاقات الأسرية الناجحة، وإعداد دورات تدريبية لتنمية وعي ربات الأسر بکيفية التعامل مع الأهل والأقارب وخاصة أهل الزوج، بالإضافة إلى تعريفهم بکيفية تکوين صداقات وأسلوب التعامل مع الجيران.