تعتبر المشارکة الإيجابية فى برامج ومشروعات الحد من الفقر وتحسين سبل کسب العيش من الغايات المحورية التى تضمنتها وثيقة الأهداف الإنمائية للألفية والتي وقعت عليها دول العالم ومنها مصر. وثمة أدوات کثيرة يمکن توظيفها لتحقيق الهدف الإنمائى المشار إليه، من هذه الأدوات الجمعيات الأهلية. غير أن المستعرض للأدبيات التنموية يتبين له أن هناک ثراء نظرى وإمبريقى حول دور الجمعيات الأهلية فى تحقيق الرفاهية الاجتماعية، تقابله ندرة فى الطرح الأکاديمى للدور الاقتصادى لهذه المنظمات وخاصةً فى فى مجال التسويق الزراعى. من هذا المنطلق تأتى هذه الدراسة بغية التعرف على ممارسات الجمعيات الأهلية فى مجال تسويق المنتجات الزراعية، ومشکلات التسويق الزراعى التى تواجهها تلک الجمعيات، وآليات تمکين أعضاء الجمعيات للوصول إلى مدخلات ومخرجات السوق، وأخيرا الرؤية المستقبلية للنهوض بتلک الجمعيات. ولتحقيق أهدافها تتبنى الدراسة منهج التقييم الريفى القائم على المشارکة باستخدام أسلوب المقابلة شبه المنظمة لتقييم الدور التسويقى فى خمس جمعيات أهلية تمثل 50% من إجمالى الجمعيات الأهلية التى تنشط فى مجال تسويق المنتجات الزراعية بمحافظة أسيوط. وقد أوضح تحليل البيئة الداخلية لتلک الجمعيات أنها تتمتع بقدرة ومرونة تمکّن من ربط المزارعين بالأسواق المحلية والخارجية، لکنها ما زالت تفتقر إلى الموارد البشرية المؤهلة فى مجال التسويق. أما تحليل البيئة الخارجية فيشير إلى أن جاذبية تلک الجمعيات لتمويل مشروعات من قبل الهيئات الدولية يعد أحد أهم الفرص المتاحة أمامها لتحسين دورها التسويقى، فى حين أن غياب قانون يدعم العلاقة التعاقدية بين الجمعيات والأسواق يعد بمثابة واحداً من أهم التهديدات المحتملة التى قد تقوض نشاطها . وتنتهى الدراسة إلى بعض التوصيات لضمان نجاح الجمعيات الأهلية فى الإضطلاع بدور تسويقى لعل من أهمها أن هناک حاجة ملحة لحزمة مترابطة من التدخلات تضم برامج لبناء القدرات، وإقامة روابط تسويقية، وتسهيل الوصول إلى المعلومات، بالإضافة إلى توفير خدمات الائتمان لتلک الجمعيات.