تعتبر الأسرة النواة الأساسية في المجتمع ، والنجاح الأسري المتمثل بسيادة الديمقراطية والمشارکة والمرونة في الأسرة ، يمثل جزاء لا يتجزأ من نجاح المجتمع ککل ، وبخروج المرأة للعمل وتقلدها العديد من الأدوار أصبح من الضروري دراسة المناخ الأسري وما يترتب على التحاق ربة الأسرة بالعمل في المراکز الاجتماعية من آثار, من هذا المنطلق استهدفت هذه الدراسة الکشف عن المرونة والمشارکة الأسرية لدى العاملات بمراکز الرعاية الاجتماعية ,وذلک من خلال التعرف على طبيعة العلاقات التي تربط بين کل من المرونة والمشارکة الأسرية والمقياس ککل وبعض متغيرات المستوى الاجتماعي الاقتصادي والتعرف على الاختلافات بين ربات عينة الدراسة في المرونة والمشارکة الأسرية والمقياس ککل تبعا لاختلاف کل من المستوى التعليمي للزوج.وفئات الدخل الشهري للأسرة , منطقة سکن الأسرة.
واشتملت أدوات الدراسة على استمارة البيانات الأولية , واستبيان المرونة الأسرية و استبيان المشارکة الأسرية ، تم تطبيقها على عينة الدراسة المکونة من (110) سيدة سعودية من مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة بمدينة الرياض, تم اختيارهم بطريقة غرضية.
وکان من أهم النتائج وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين تعليم الأم واستبيان المرونة الأسرية عند مستوى دلالة(0.05), ووجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين ساعات عمل الأم واستبيان المشارکة عند مستوى دلالة(0.05) , ووجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين استبيان المرونة الأسرية وکل من استبيان المشارکة عند مستوى دلالة(0.01) , ووجود تباين دال إحصائياً بين عينة الدراسة في استبيان المرونة الأسرية تبعا للمستوى التعليمي لرب الأسرة, و وجود تباين دال إحصائياً بين عينة الدراسة في کل من استبيان المرونة الأسرية واستبيان المشارکة الاسرية تبعا للدخل الشهري للأسرة عند مستوى دلالة (0.05), و عدم وجود تباين دال إحصائياً بين عينة الدراسة في کل من استبيان المرونة الأسرية واستبيان المشارکة الأسرية و المقياس ککل تبعا لمنطقة السکن .
توصي الدراسة بضرورة توجيه برامج التوعية والإرشاد عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوعية الوالدين بأهمية المناخ الأسري الإيجابي (السوي) الذي يتمتع فيه أفراد الأسرة بالمشارکة والمرونة اللازمة لتحقيق الاستقرار فيها, وضرورة دعم وتشجيع الجهود العلمية المبنية على دراسة واقع الأسرة وتلمس احتياجاتها وتوفير الإمکانات اللازمة لذلک ,والبحث عن حلول لمشکلاتها على أسس علمية سليمة معتمدة على فهم لواقع مجتمعنا, و توجيه الکليات والمعاهد المختصة بشئون الأسرة إلى تنفيذ برامج إرشادية لتوعية الأسر بأهمية تحقيق الاستقرار الأسري للحصول على جيل متوازن وقادر على تحقيق أهدافه وأهداف مجتمعه.