استهدفت هذه الدراسة التوصل إلى مقياس مقنن لقياس عصرية السکان الريفيين ، والتعرف على أثر عملية التحديث على تحديد مکونات وأبعاد الشخصية العصرية مع تحديد الأهمية النسبية لکل مکون من المکونات فى التکوين العاملى العام للشخصية العصرية ، وکذا التعرف على القدرة التنبؤية التفسيرية لمکونات الشخصية المتحصل عليها مجتمعة فى التکوين العاملى العام للشخصية القروية العصرية. ولتحقيق تلک الأهداف تم إجراء دراسة ميدانية بقرية "شها النموذجية" بمحافظة الدقهلية حيث تتعدد فى هذه القرية عمليات التحديث المختلفة ، وقد تم اختيار عينة عشوائية منتظمة من أرباب الأسر بالقرية بلغ قوامها 155 مبحوث تم استبيانهم جميعاً بواسطة استمارة استبيان أعدت لتحقيق أغراض الدراسة ، حيث اشتملت هذه الاستمارة على مقياس لقياس عصرية السکان الريفيين يتضمن إحدى وعشرون بنداً تم قياس کل منها بواسطة عدة أسئلة ، وقد استخدم فى تحليل بيانات هذه الدراسة أسلوب التحليل العاملى بطريقة المکونات الأساسية ، واستخدم محک "کايزر" لاستخلاص العوامل الشائعة ، کما تم تدوير محاور المصفوفة العاملية بطريقة "الفاريماکس". وجدير بالذکر أن معامل ثبات مقياس العصرية المقترح بلغ 0.89 ، کما بلغ معامل الصدق الذاتى للمقياس 0.94 ، کما تم التأکد من صدق بنود المقياس بواسطة مجموعة من الخبراء. وقد أثمر التحليل العاملى لبيانات الدراسة الميدانية عن استخلاص ستة عوامل هى بمثابة مکونات أو أبعاد للشخصية العصرية وهى: العامل الأول: ويسمى بالمکون المعرفى ويشتمل على بندين لتشبع کل منهما دلالة إحصائية وهما التعرض لوسائل الإعلام الجماهيرية ، والمعلومات العامة ، والعامل الثانى: ويسمى بالمکون الإدراکى ويشتمل على بندين لتشبع کل منهما دلالة إحصائية وهما إدراک المشکلات المجتمعية ، وإدراک وتفهم أدوار الآخرين ، والعامل الثالث: ويسمى بالمکون الشعورى أو الوجدانى ويشتمل على ثلاثة بنود لتشبع کل منها دلالة إحصائية وهى الطموح المهنى ، الاتجاه نحو التغيير والتجديد ، والطموح التعليمى. والعامل الرابع: ويسمى بالمکون القيمى للشخصية العصرية ويشتمل على أربعة بنود لتشمل کل منها دلالة إحصائية وهى قيمة الاعتراف بحقوق المرأة الوضعية (العلمية) ، الموقف من قضية تنظيم الأسرة ، ودافع الإنجاز والعمل ، والعامل الخامس: ويسمى بالمکون النشاطى السلوکى والحرکى ويشتمل على ستة بنود لتشبع کل منها دلالة إحصائية وهى المشارکة الاجتماعية ، الانفتاح الجغرافى ، کفاءة الأسلوب الاتصالى ، الاستعداد لتقبل وتبنى الأفکار الجديدة ، الاتصال بوکلاء التغيير ، وقيادة الرأى.