استهدفت الدراسة فى المقام الأول التعرف على مدى تکيف الخريجين الذين تم توطينهم فى بعض القرى الجديدة فى عام 1990 مع الظروف المعيشية والعملية فى تلک القرى، والعوامل المحددة لذلک التکيف، والمشاکل التى يواجهونها والتى تؤثر سلبيا على مدى تکيفهم بعد مرور 25 عاما من التوطين.  واستنادا إلى إطار واستعراض مرجعى لنتائج الدراسات السابقة تم صياغة 13 فرضا بحثيا عن علاقة بعض المتغيرات بمستوى تکيف الخريجين. وقد أجريت الدراسة الميدانية فى قريتى عبد المنعم رياض ونجيب محفوظ وهما من القرى الجديدة فى منطقة البستان بمحافظة البحيرة على عينة من الخريجين مکونة من 117 خريجا هم کل الخريجين المتبقين فى القريتين من جملة 455 خريجا تم توطينهم بالقريتين عام 1990. واستخدمت طريقة المسح الاجتماعى فى جمع البيانات من خلال إجراء مقابلات شخصية مع المبحوثين. وقد تم استخدام مقياس العزبى والحنفى فى قياس درجة تکيف الخريجين. واستخدم اختبار مربع کاى فى اختبار فروض الدراسة، ومعامل کندال فى قياس قوة الارتباط بين کل من المتغيرات المستقلة ومستوى تکيف الخريجين. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن حوالى 75% من الخريجين الذين تم توطينهم بالقريتين فى عام 1990 قد تسربوا منهما. وکانت أهم أسباب ذلک نقص مواردهم المالية، وعدم قدرتهم على تحمل حياة القرية، وعدم توافر کثير من الخدمات الضرورية، ونقص الخبرة الزراعية، وعدم توافر الاستعداد النفسى والاجتماعى والعملى للتوطين.  وقد بلغ متوسط درجات التکيف 4ر45 درجة، وهو أعلى من المتوسط النظرى الذى يبلغ 36 درجة، وقد أوضحت نتائج اختبار فروض الدراسة وجود علاقات موجبة ومعنوية احصائيا بين مستوى التکيف وکل من الخبرة الزراعية وطول فترة الإقامة بالقرية والحرص على المشارکة فى الشئون العامة للقرية، ومدى توفر التسهيلات الانتقالية. وقد تبين أن أهم المشکلات التى يواجهها الخريجون فى القرى الجديدة هى صعوبة تسويق المحاصيل، وارتفاع تکلفة العمالة والمبيدات والأسمدة ونقص مياه الرى، ونقص الخدمات الصحية والتعليمية والإرشادية الزراعية والبيطرية والأمنية والکهرباء. وقد انتهت الدراسة بمناقشة أهم نتائجها وتقديم مقترحات مستندة إلى نتائجها للاستفادة بها فى تنمية قرى الأراضى الجديدة، وزيادة فعالية سياسات ومشروعات التوطين فى الأراضى المستصلحة مستقبلا.