تعتبر المحاصيل الزيتية إحدي المحاصيل الحقلية التي نالت اهتمام البشرية منذ القدم واستفادت منها في مجالات مختلفة وقد دفعت أهميتها الغذائية والصناعية معظم بلدان العالم إلي توسيع وتطوير زراعتها وصناعتها لمواجهة الاختناقات المتزايدة للزيوت النباتية في مجال التغذية والتصنيع ، وتزايدت الکميات التي تحتاجها مصر من الزيوت في السنوات الأخيرة  ، الأمر الذي يشکل عبئا وتحديا للزراعة المصرية في هذا المجال ، ويمکن مواجهة هذا التحدي بزيادة مقدار الناتج من الزيوت بالتوسع الرأسي الأمر الذى يؤدى إلى زيادة کمية الزيت باستخراجه من الأعضاء النباتية ، أو بالتوسع الأفقي بزيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية ، أو بالوسيلتين معا ، لذا استهدفت هذه الدراسةبصفه أساسية دراسة الکفاءة الفنية والاقتصادية لبعض المحاصيل الزيتية فى مصر وذلک من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية:
1 – دراسة التوزيع الجغرافي للمساحة المزروعة من المحاصيل الزيتية فى أهم محافظات الجمهورية خلال الفترة (2009-2013)
2 – دراسة تطور کل من المؤشرات الإنتاجية والاقتصادية للمحاصيل الزيتية فى مصر خلال الفترة (1999-2013)
3 – التعرف على المراحل الإنتاجية للعناصر المتضمنة فى الدالة من خلال تقدير دالة الإنتاج للمحاصيل موضوع الدراسة
4 – دراسة الأهمية النسبية لبنود التکاليف الإنتاجية للمحاصيل الزيتية خلال الفترة ( 1999 - 2013 ) وأثر کل منها على الإنتاج الکلى للمحاصيل موضوع الدراسة
5 – دراسة الأهمية النسبية لعنصر رأس المال ومقارنته بعنصر العمل لمحاصيل الدراسة فى مصر خلال الفترة ( 1999  - 2013 )
6 – تقدير المشتقات الاقتصادية لدالة التکاليف الإنتاجية بالإضافة إلى تقدير مؤشرات الکفاءة الفنية والاقتصادية للمحاصيل موضوع الدراسة .
وقد توصلت هذه الدراسة إلى ما يلى :
أن المساحة المزروعة من محصول عباد الشمس قد أخذت اتجاها تناقصياً بصفة مؤکدة إحصائياً عند مستوي معنوية 0.05 قدرت بنحو 1.532 ألف فدان ، أو ما يعادل نحو 4.83% من متوسطها السنوي والبالغ حوالى 31.69 ألف فدان خلال الفترة (1999– 2013) هذا وقد بلغ معامل التحديد نحو 0.375 وهو ما يشير إلى أن 37.5% من التغيرات في المساحة المزروعة من محصول عباد الشمس في مصر ترجع للعوامل التى يعکس أثرها عنصر الزمن ، بينما 62.5% من هذه التغيرات ترجع إلى عوامل أخرى لم يتضمنها التحليل .
أن التکاليف الکلية لفدان الفول السودانى قد تزايدت سنوياً بحوالى 232.28 جنيهاً يمثل نحو 9.68% من متوسطها السنوى والبالغ حوالى 2399.35 جنيهاً وقد تأکدت معنوية هذه الزيادة إحصائياً عند مستوى معنوية 0.01 هذا وقد بلغت قيمة معامل التحديد 0.912 مما يشير إلى أن نحو 91.2% من التغيرات فى التکاليف الکلية لفدان الفول السودانى فى مصر ترجع للعوامل التى يعکس أثرها عنصر الزمن ، بينما 8.8% من هذه التغيرات ترجع إلى عوامل أخرى لم يتضمنها التحليل.
 أتضح وجود علاقة طرديه مؤکده إحصائيا عند مستوى معنوية 0.05 بين قيمة الإنتاج الکلى من الفول السودانى و کل من أجور العمل الحيوانى , وثمن السماد البلدى , وثمن السماد الکيماوى ،  بينما أتضحت نفس العلاقة بصورة غير مؤکدة إحصائيا بين قيمة الإنتاج الکلى من الفول السودانى و أجور العمل البشرى ، وأجور العمل الآلى ، وثمن التقاوى ، وثمن المبيدات ، والقيمة الإيجارية الأمر الذى يشير الى أن قيم هذه العناصر إنما تدور حول أوساطها الهندسية
يتضح أنه لزيادة الکفاءة الاقتصادية لإنتاج محصول فول الصويا يمکن التأثير على إجمالى التکاليف الإنتاجية الفدانية من ناحية ، وعلى مختلف البنود المکونة للتکاليف من ناحية أخرى ، خاصة  تلک المرتبطة منها بأجور العمل البشرى  وأجور العمل الآلى والقيمة الإيجارية
- قدر معدل العائد إلى التکاليف لکل من محاصيل الفول السودانى ، فول الصويا ، السمسم ، عباد الشمس بنحو 237.75 % ، 152.32% ، 182.93% ، 138.95% على الترتيب ، کما بلغت أربحية الجنيه المنفق على إنتاج کل منها بنحو 1.38 ، 0.52 ، 0.83 ، 0.39 جنيها على التوالي . وأربحية الطن قدرت بنحو 2456.7 ، 827.26 ، 2969.89 ، 694.91 جنيهاً على التوالى خلال الفترة (199-2013)
فى ضوء النتائج السابقة فإن الدراسة توصى بما يلى :
 زيادة المساحة المزروعة للمحاصيل الزيتية التى تعتبر المادة الخام لصناعة الزيوت النباتية الغذائية وذلک من خلال تحفيز وتشجيع المزارعين بوضع أسعار ضمان تغطى التکاليف الإنتاجية وهامش ربح وتکون هذه الأسعار مساوية للأسعار العالمية
 زراعة أصناف جديدة مقاومة للأمراض والآفات وقصيرة فترة النمو تتحمل الفترات الضوئية الطويلة بالنسبة للسمسم ومرتفعة المحتوى الزيتى الأمر الذى يؤدى إلى زيادة کل من الإنتاجية والإنتاج المحلى للزيوت ، ومن ثم زيادة صافى العائد الفدانى .
 توفير مخازن ذات مواصفات معينة حتى لا يحدث تدهور لبذور المحاصيل الزيتية مما يؤدى إلى انخفاض محتواها الزيتى وفساده ، بالإضافة إلى ما يحدثه ذلک من آثار على معاملات الاستخراج .
 ضرورة إنشاء جمعية لمنتجي المحاصيل الزيتية أسوة بجمعية منتجى محصول الکتان لکى تتولى حل مشاکل المزارعين مع الهيئات المختصة وحمايتهم من أي تقلبات سعرية بوضع الحد الأدنى لسعر الطن من أي محصول زيتي قبل بداية موسم الزراعة وتوفير المعلومات اللازمة بالمجان لجميع مزارعي المحاصيل الزيتية.