تعتبر الأسمدة الکيماوية من مدخلات الإنتاج الرئيسية التي تعمل علي إمداد التربة بالعناصر الغذائية الضرورية الکبري منها أو الصغري، وتعود نشأة صناعة الأسمدة الکيماوية علي المستوي التجاري في مصر لعامي 1937، 1951 لکل من الأسمدة الفوسفاتية والنيتروجينية علي الترتيب، وتکمن أهمية البحث في تذبذب معدلات الإنتاج من الأسمدة الکيماوية والتي يتم انتاجها في مصر –النيتروجينية والفوسفاتية- حيث بلغ أدني معدلاته لنحو 5.1 مليون طن، 1.37 مليون طن عام 2012 لنوعي السماد علي الترتيب، بأسعار محلية بلغت أقصاها نحو 2400 جنيها/طن، 1580 جنيها/طن لنوعي السماد علي الترتيب خلال نفس العام، وقد أدي ذلک لزيادة کمية الواردات إلي نحو 536.62 ألف طن، 95.66 ألف طن، کما حدث ارتفاعا في أسعار تلک الواردات قدر بنحو 683.24 جنيها/طن، 91.70 جنيها/طن خلال نفس العام لنوعي السماد علي الترتيب، وتمثلت مشکلة البحث في ارتفاع معدلات استهلاک الأسمدة الکيماوية –النيتروجينية والفوسفاتية- الناتجة عن تذبذب کميات الإنتاج من عام لآخر وکذلک التقلبات السعرية سواء علي المستوي المحلي أو الخارجي نتيجة سوء الإدارة في السوق السمادي المتمثل في تلاعب الوسطاء وارتفاع نسبة الفقد نتيجة النقل والتخزين والتهريب، بما يؤدي في النهاية إلي عدم المواءمة بين الاحتياجات المحلية والتصديرية، الأمر الذي يؤدي إلي أن مشکلة الأسمدة الکيماوية ستزداد تعقيدا لا محالة خلال الفترة القادمة خصوصا مع زيادة التوسع الأفقي للدولة، ولذلک هدف هذا البحث بصفة أساسية إلي دراسة اقتصاديات الأسمدة الکيماوية التي يتم انتاجها في مصر -النيتروجينية والفوسفاتية- خلال الفترة (1995-2012)، وذلک من خلال الأهداف الفرعية التالية: 1- التحليل الاقتصادي الراهن للمتغيرات العالمية والمحلية لبعض الأسمدة الکيماوية –النيتروجينية والفوسفاتية– في مصر خلال تلک الفترة، ومنها الإنتاج والاستهلاک والسعر العالمي، وکذلک کمية وقيمة الصادرات وسعر التصدير وکمية وقيمة الواردات وسعر الاستيراد کمتغيرات عالمية، والإنتاج والمتاح من الاستهلاک والسعر المحلي ونسبة الاکتفاء الذاتي کمتغيرات محلية. 2- الکفاءة الاقتصادية للمتغيرات العالمية والمحلية لبعض الأسمدة الکيماوية–النيتروجينية والفوسفاتية- في مصر خلال نفس الفترة المذکورة، من خلال دراسة معاملات الاستقرار للمتغيرات العالمية والمحلية المدروسة وکذلک الميزان التجاري الکمي والقيمي وحجم التجارة الخارجية ومعدل التغطية والنفاذ للأسواق وأخيرا منسوب السعر لتلک الأسمدة. 3- محددات صناعة الأسمدة الکيماوية –النيتروجينية والفوسفاتية- في مصر خلال الفترة المذکورة، من خلال دراسة العوامل المؤثرة علي إنتاج الأسمدة الکيماوية –النيتروجينية والفوسفاتية- خلال فترة الدراسة وتبين أن الإنتاج المحلي في السنة السابقة، يليه الإنتاج العالمي في السنة الحالية، من أکثر العوامل تأثيرا علي الإنتاج المحلي من الأسمدة النيتروجينية وأن الإنتاج العالمي في السنة الحالية من اکثر العوامل تأثيرا علي الإنتاج المحلي من الأسمدة الفوسفاتية، کما تم تقدير المخزون الاستراتيجي ومعامل الأمان لتلک الاسمدة الکيماوية، وأوصي البحث بضرورة العمل علي تطوير صناعة تلک الأسمدة بدفع أو دعم الاستثمارات الجديدة لتوفير المتطلبات المحلية وخاصة من الأسمدة النيتروجينية، وزيادة فرص التصدير خاصة من الأسمدة الفوسفاتية، وأيضا التغلب علي المشاکل الإنتاجية لتلک الصناعة لمنع حدوث تقلبات حادة في أسعارها، مع استمرار تقدير ودراسة المتطلبات المحلية والتصديرية من تلک الأسمدة والمفاضلة بينهما بما لا يخلق خللا بالطلب المحلي عليها، أو ضياع فرص تصديرية يمکن عن طريقها توفير العملات الأجنبية تساعد علي تطوير متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الآخذة بأسبابها الدولة