تعتبر الصادرات إحدى الدعائم الأساسية للنمو الاقتصادي، لذا تسعى الدولة لزيادة الصادرات من مختلف القطاعات الاقتصادية خاصة القطاع الزراعي. وفي الآونة الأخيرة هناک تزايد في إحتمال تعرض الصادرات الزراعية المصرية للصدمات الاقتصادية المحلية والخارجية في ظل العلاقات التشابکية بين القطاع الزراعي والقطاعات الاقتصادية الأخرى، لذا تکمن أهمية البحث في محاولة تفسير وعزو الآثار إلى مسبباتها والإستفادة من ذلک في وضع السياسات الاقتصادية على أسس سليمة لتعزيز قدرة الإقتصاد على مواجهة تلک الصدمات والتخفيف من أثرها في الصادرات الزراعية. ومن ثم إستهدف البحث التعرف على مدى إستقرار متغيرات الدراسة بمرور الزمن، وقياس وتحليل أثر الصدمات الاقتصادية المحلية Country Shocks، والخارجية External Shocks المتمثلة في کل من (معدل نمو الناتج الزراعي الحقيقي، والتجارة الخارجية الزراعية کنسبة من الناتج الزراعي، وأسعار الغذاء، وسعر الصرف الحقيقي الفعال،و معدل نمو الناتج الزراعي العالمي) على الصادرات الزراعية المصرية في کل من المدى القصير والطويل. وقد إعتمد البحث في تحقيق أهدافه على الأسلوب الوصفي لتوصيف المشکلة ومعرفة مکوناتها وتطورها. کما أُستخدم بعض أساليب التحليل الکمى، ونموذج متجه الإنحدار الذاتي VAR  (Vector Auto Regression Model) الذي يحل مشکلة (Endogenously)، ودوال الاستجابة  IRFs (Impulse Response Functions)  التي يمکن من خلالها التعرف على تأثير أي صدمة في متغيرات النموذج على متغير أخر في نفس النموذج مع تحديد الآثار الإنتشارية لها، وعدد الفترات الزمنية التي سوف تستمر في المستقبل حتى يتلاشى أثر تلک الصدمة. وأيضا" تحليل مکونات التباين VDCs (Variance decompositions) لتحديد الأهمية النسبية للصدمات المؤثرة على الصادرات الزراعية. وکانت أهم نتائج البحث کما يلي:1- متغيرات الدراسة ليست مستقرة عند المستوى ماعدا سعر الصرف الفعلي الحقيقي ، إلا أن بعضها إستقرت بعد أخذ الفروق الأولى عند مستوى معنوية (5%) والبعض الأخر عند مستوى معنوية (10%).2- وجود علاقة تکامل أو توازن بين المتغيرات الداخلة في النموذج في المدى الطويل؛ بمعنى إنها لا تبتعد کثيرا" عن بعضها البعض على المدى الطويل.3- أشارت نتائج نموذج متجه الإنحدار الذاتي (VAR) إلى أن جميع مفي عاملات متغيرات النموذج أقل من الواحد، مما يعني أن النموذج لا يعاني من مشکلة عدم ثبات تباين الخطأ.3-  تبين من نتائج دوال الإستجابة للصدمات الاقتصادية  (IRFs) أن الصدمات الاقتصادية المحلية والخارجية موضع الدراسة تأخذ أهميتها عند بداية حدوث الصدمات حيث أن أثارها يزداد على نحو متصاعد أو متناقص في بداية الفترة ثم ينعدم تقريبا" في الفترات المتأخرة التي تلي الصدمات وهذا ما يثبت أن الصدمات يکون تأثيرها متقدم على الصادرات الزراعية.4-  أوضحت نتائج تحليل مکونات التباين ( VDCs) أن قيمة الصادرات الزراعية المصرية تتأثر بالصدمات في نسبة التجارة الزراعية للناتج الزراعي بنسبة 17.3% يليه الأرقام القياسية لأسعار الغذاء  بنسبة 15.4%. ساهم أثر الصدمات في کل من معدل نمو الناتج الزراعي العالمي، وسعر الصرف الفعلي الحقيقي في تفسير نحو 14.5%، 12.3% على الترتيب من تغيرات الصادرات الزراعية وأخيرا" فسرت الصدمات في معدل نمو الناتج الزراعي المحلي نحو 8.8% من تغيرات الصادرات الزراعية، أما باقي التغيرات تتعلق بصدمات في المتغير نفسه. ووفقا لما أسفرت عنه نتائج البحث تم استخلاص بعض التوصيات کما يلي:1- إتخاذ التدابير اللازمة ومتابعة تصحيح أثر الصدمات في  کلٍ من معدل نمو الناتج الزراعي الحقيقي، والصادرات الزراعية کنسبة من الناتج القومي،وأسعار الغذاء، وسعر الصرف الحقيقي الفعال، ومعدل نمو الناتج الزراعي العالمي فور حدوثها للحد من الأثار السلبية لها عند وضع السياسات التصديرية.2- تحسين أداء الوظائف السوقية، مع العمل على رفع قدرة أجهزة الدولة للتکيف مع الصدمات المحلية والخارجية.3- تنويع الصادرات الزراعية، وعدم الإعتماد على الصادرات الزراعية التقليدية، مع العمل على زيادة التنافسية الدولية.