لقد شهد الاقتصاد المصري عادة والقطاع الزراعي خاصة باعتباره الرکيزة الأساسية للاقتصاد القومي وقاطرة التنمية المستدامة في مصر العديد من السياسات والبرامج الإصلاحية وذلک لمواکبة التطورات والمتغيرات في الاقتصاد العالمي، ولقد أفرزت سياسات وبرامج الإصلاح الاقتصادي العديد من الآثار منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي مما أثر علي کافة قطاعات الاقتصاد القومي وخاصة ما يؤثر فيها علي الدخل والإنفاق والادخار. وتشير نتائج الدراسات السابقة إلي وجود العديد من البحوث والدراسات في مجال الإنفاق الغذائي في حين يوجد ندرة في دراسات وبحوث الإنفاق غير الغذائي، ولقد استهدفت الدراسة دراسة وتحليل العلاقة بين الدخل والإنفاق والادخار من جانب والإنفاق الغذائي من جانب آخر وأخيرا بنود الإنفاق غير الغذائي.  واعتمدت الدراسة علي بيانات ثانوية منشورة من عدة جهات وأخري بيانات أولية لدراسة ميدانية من خلال استمارة استبيان صممت خصيصا وقد اعتمدت علي الأسلوبين الوصفي والکمي في تحليل البيانات وعرض ما توصلت إليه من نتائج. أهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة: (1) تبين أن الدخل الأسرى السنوي بلغ 24235.7 جنيها سنويا، في حين بلغ الإنفاق الکلي السنوي للأسرة 23560.9 جنيها سنوية أي أن المدخرات الأسرية بلغت 674.8 جنيها سنويا للعينة ککل. کما أن الإنفاق الغذائي للفرد بلغ 1998.5 جنيها سنويا تمثل 47%، في حين بلغ الإنفاق غير الغذائي حوالي 2251.5 جنيها تمثل 53% وذلک من إجمالي الإنفاق الفردي الکلي والبالغ حوالي 4250.7 جنيها سنويا. (2) بدراسة بنود الإنفاق غير الغذائي تبين أنها بلغت أقصاها في السکن ومستلزماته حيث بلغت 546.02 جنيها تمثل 24.2% يليها الإنفاق علي التعليم بمستوياته المختلفة حيث بلغت 411.4 جنيها تمثل 18.3%، ثم يليه الإنفاق علي الأعياد والمناسبات حيث بلغت 370.7 جنيها تمثل نحو 16.5% يضاف إلي ما سبق الإنفاق علي کل من الکساء والصحة والمواصلات حيث بلغت 336 جنيها، 230 جنيها، 201 جنيها سنويا، تمثل 15%، 10.2%، 8.9% علي الترتيب، وانخفض الإنفاق غير الغذائي ليصل أدناه في الترفية حيث بلغ 158 جنيها للفرد يمثل 7% من إجمالي الإنفاق غير الغذائي سنويا للفرد حيث بلغ 2252 جنيها سنويا. (3) بمقارنة الإنفاق غير الغذائي للفرد سنويا تبين أن ارتفع في الحضر ليبلغ 3223.9 جنيها سنويا، وأنخفض في الريف ليبلغ 1862.6 جنيها سنويا، وهذا يعني أن متوسط الإنفاق غير الغذائي للفرد سنويا بالجنية في الريف يمثل حوالي 58% من مثيله في الحضر. کما أنه بمقارنة الإنفاق الفردي السنوي وفقا لحجم الأٍسرة تبين أنه أرتفع ليصل أقصاه في الأسرة صغيرة حيث بلغ 3406 جنيها سنويا عليها الأسرة المتوسطة حيث بلغ 2185 جنيها سنويا، وانخفض ليصل أدناه في الأسرة الکبيرة حيث بلغ 1406.6 جنيها سنويا. وهذا يعني أنه بزيادة عدد أفراد الأسرة يقل الإنفاق غير الغذائي للفرد سنويا. حيث يمثل في الأسرة الکبيرة حوالي 41.2% من مثيله في الأٍسر الصغيرة. (4) تشير نتائج المرونة الاتفاقية إلي أنه علي مستوي العينة ککل فإن کل من الإنفاق علي الترفية والأعياد والمناسبات يعتبر کمالي، وکذلک التعليم في الريف وهذا يوضح قلة الاهتمام بتعليم الأبناء في الريف.