يتسم العصر الحالي بمجموعة من التغيرات والتطورات التکنولوجية والمعرفية التي تؤثر على کافة مؤسسات المجتمع وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها ومراحلها؛ مما يستدعي ضرورة توافق النظم التعليمية مع هذه المتغيرات من خلال إحداث مجموعة من التجديدات التربوية داخل هذه المؤسسات بهدف إکسابها القدرة على مواکبة ما يطرأ عليها من تغيرات مختلفة، فضلًا عن ذلک، تحتاج هذه التغيرات إلى إحداث مجموعة من الإصلاحات التعليمية في کافة جوانب المؤسسات التعليمية.
کما أصبحت المؤسسات التعليمية مطالبة بإعداد أفراد المجتمع للمشارکة في إحداث هذه التغيرات والتوافق معها بما يسهم في التنمية الشاملة، عن طريق إعداد وتخريج نوعيات جديدة من المتعلمين تمتلک المعرفة وأدواتها، ولديها القدرة على التعلم مدى الحياة، والرغبة المستمرة في تطوير مهاراتهم ومعارفهم، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في النظام التعليمي بکافة جوانبه؛ لکى يکون قادرًا على الاستجابة للتغيير وفق التطورات والمتطلبات الاجتماعية والعالمية المستمرة.
لذا أضحى التجديد التربوي مطلبًا ملحًا في جميع الدول من خلال إدخال بعض التجديدات التربوية على منظومة التعليم بوجه عام، والمنظومة المدرسية بوجه خاص، ويتطلب ذلک انخراط النظام التعليمي في عملية التجديد حتى يواکب المستجدات في ظل رؤية استشرافية تهدف إلى الرفع من أداء المؤسسات التربوية ونحت ملامح خريجيها حتى يستعد لتجدد المهن.