يهدف البحث الحالي إلى التنمية المهنية للمعلم وإتجاهاتها الحديثة لمواجهة تحديات العصر، فقد أضحى تطوير التعليم ضرورة لا مناص منها، بإعتباره أيسر السبل لتحقيق نهضة حضارية عصرية شاملة في ظل عصر العولمة مما يمکن من مواجهة تحديات العصر ومجاراة التطور التکنولوجي.
وتعد التنمية المهنية في المجال التربوي من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات التربوية؛ ذلک أن نجاح المؤسسة يرتبط ارتباطاً مباشراً بالفرص التدريبية المتاحة للعاملين فيها، ولا تقتصر أهمية التنمية المهنية للمعلمين على مستوى دون الآخر، بل تشمل جميع المستويات في المؤسسة، فالأفراد الجدد بحاجة للتدريب لتعرف طبيعة العمل والتکيف معه، وکذلک الممارسين بحاجة للتنمية المهنية لمواکبة التغييرات الحاصلة في مجال عملهم، ويدل هذا أن التنمية المهنية للمعلمين؛ تعني عدم توقف مستواهم المعرفي والمهاري عند مستوى التخرج، بل الارتقاء بهذين المستويين للوصول لدرجة عالية من الکفاية طوال حياتهم المهنية.
وإذا ما أضفنا إلى ما سبق التأثيرات الکبيرة لثورة التکنولوجيا وانعکاساتها على سائر مجالات الحياة ومنها التربوية، نجد أن التطوير المهني المستدام للتربوي ,والذي يصبح أکثر ضرورة من ذي قبل من أجل توفير الخدمة التربوية اللازمة للتربوي، والتي تتضمن تزويده بمواد التجدد في المجالات الأکاديمية والتربوية، وبالمستجدات في أساليب وتقنيات العمل التربوي، وتدريبه عليها، واستيعاب کل ما هو جديد في التطوير المهني من تطورات تربوية وعلمية .
ويعد المعلم من أهم مدخلات العملية التعليمية، والمحور الرئيسي لها، وبالتالي فإن تناول قضاياه، وتحديد أدواره، وتقويم وتحديث أساليب إعداده وتدريبه يسهم بلا شک في الإصلاح التربوي، لأنه المنفذ للسياسة التعليمية، ينفذها بوسائله المختلفة وطرقه المتعددة، ويتوقف نجاحه في تنفيذ هذه السياسة علي درجة إتقانه لهذه الطرق والوسائل جميعها، لذا أولت الأمم علي اختلاف أنظمتها اهتماما کبيراً بالمعلم واعتبرته الأساس الذي تقوم عليه العملية التعليمية، فرکزت على اختيار المعلم الکفء وعملت على إعداده إعدادا جيداً، کما أن البحوث التربوية وجهت الکثير من اللوم الشديد للمعلم باعتباره أحد الأسباب الرئيسية للأزمة التربوية التي تعاني منها معظم مجتمعات العالم، وأحد العوائق الأساسية أمام حرکة التجديد التربوي التي يتطلبها عصر التکنولوجيا والمعلومات.