ممارسة أساليب القيادة التحويلية فى مجال الإدارة المدرسية ملاءمة للتحديات التى تواجه المدارس حاضرًا ومستقبلًا، وأن أثر القيادة التحويلية يظهر فى عدة جوانب مثل: بناء الرؤية المستقبلية للمدرسة، وتعزيز الإلتزام بأهداف الجماعة، وتوفير الدعم للعاملين، وإيثارة التفکير لحل المشکلات، اذ تهتم القيادة التحويلية بتغيير المدرسة من حالة لإخرى او من ثقافة لإخرى، وتعمل على رفع کفاءة المدرسة للإستجابة الإيجابية للتغيير فى البيئة الخارجية والتحکم فيها، والإستفادة من ثمارها وتجنب سلبياتها، وهى تفاعل بين المدير والمعلمين يؤدى الى رفع التحفيز والنضج إلى أعلى مستوى وتجاوز المصالح الشخصية الى المصالح العامة من أجل تحقيق الأهداف. ([1])
وأکد علماء الإدارة أنه حتى نتمکن من جعل المؤسسات التعليمية في مستوى التحدي والمنافسة ينبغي ألا نکتفي بالاستثمار في المجال المالي والتکنولوجي فقط، بل الأهم من ذلک الإستثمار في تسيير الأفراد، فالعنصر البشري يُعتبر من أهم أُسس نجاح أو فشل عمليات التغيير، وقد أکدت العديد من الدراسات أن الإستثمار في العنصر البشري يُعطي السبق التنافسي ويؤدي إلى الفعالية فى الأداء.([2])
وقد حُظي موضوع المواطنة التنظيمية بإهتمام الباحثيين في مختلف المجالات وضرورة تبنيه في بيئة العمل مما ينعکس إيجابيًا على أداء المنظمة من خلال القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة کالصراعات التنظيمية، ومعدلات دوران العمل، وخلق قدرات إبداعية داخل المنظمة تمکنها من تحمل المسؤولية.([3])
وأشارت الأدبيات إلى أن المؤسسات الأکثر نجاحًا هي تلک التي يمارس عاملوها المواطنة التنظيمية بدرجة عالية، إذ يسودها مُناخ من الإيجابية، والعمل بروح الفريق، فيعزز الولاءالتنظيمي، والعدالة التنظيمية، مما يحقق لها الإستقرار التنظيمي ويحقق زيادة في معدلات الأداء ويحقق الميزة التنافسية. ([4])
ويسعى القادة التحويليون إلى حث المرؤوسين على تحقيق مستويات عليا من الإبتکار والفاعلية وخلق مُناخًا مواتٍ لزيادة المعرفة والمشارکة والإستکشاف، والتمتع بحرية إنشاء أفکار جديدة، ومشارکة تلک الأفکار مع زملائهم في العمل، وتشجيع التنمية الفکرية، وإيلاء الإهتمام الفردي للأتباع، ويحفز القادة التحويليون أتباعهم لخلق وتبادل المعرفة من خلال التعبير بوضوح عن رؤية وأهداف وإستراتيجية المؤسسة، وُيقدم القادة التحويليون التحفيز الفکري والاعمال المليئة بالتحديات لأتباعهم الذين يعانون من الرضا الوظيفي، کما يزيدون من مستوى الدافع والإستعداد الجوهرين لسلوک الدور الإضافيي (المواطنة التنظيمية).([5])
([1]) رانيا وصفى عثمان: القيادة التحويلية،: مدخل لدعم مقومات المدرسة الصديقة للطفل بمرحلة التعليم الاساسى، مجلة رابطة التربية الحديثة، مصر، مجلد8، العدد29، 2016، ص96.
([2]) حمزة معمرى، زاهـي منصور: سلوک المواطنة التنظيمية کأداة للفاعلية التنظيمية فى المنظمات الحديثة، مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة قاصدى مرباح، ورقلة، الجزائر، 2014، ص43،44.
([3])محمد ترکى البطاينة: أثر الذکاء العاطفى على سلوک المواطنة التنظيمية من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية فى الجامعات الخاصة فى إقليم الشمال، مجلة دراسات العلوم الادارية، المجلد 43، 2016، ص563.
(4) V. Rüya Ehtiyar, Aylin Aktaş Alan, Ece Ömüriş : THE ROLE OF ORGANIZATIONAL CITIZENSHI PBEHAVIOR ON UNIVERSITY STUDENT'SACADEMIC SUCCESS , Tourism and Hospitality Management, Vol.16, No.1, 2010, p.48..
(1) Atika Modassir, Wipro Technologies : Relationship of Emotional Intelligence with Transformational Leadership and Organizational Citizenship Behavior, International Journal of Leadership Studies, Vol.4 ,NO.1, 2008 , P.13